Skip to Content
الجمعة 19 رمضان 1445 هـ الموافق لـ 29 مارس 2024 م



العالم يأمر بالمعروف وإن لم يفعله

قال الحافظ ابن كثيرٍ معلِّقًا على قوله تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ[البقرة:٤٤].

«وذهب بعضهم إلى أنَّ مرتكب المعاصي لا ينهى غيره عنها، وهذا ضعيفٌ، وأضعف منه تمسُّكهم بهذه الآية؛ فإنه لا حجَّة لهم فيها. والصحيح: أنَّ العالم يأمر بالمعروف وإن لم يفعله، وينهى عن المنكر وإن ارتكبه.

قال مالكٌ: عن ربيعةَ عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ يقول: لَوْ كَانَ المرْءُ لَا يَأْمُر بالمعْرُوفِ وَلَا يَنْهَى عَن المنْكَر حَتَّى لَا يَكُونَ فِيه شَيْءٌ مَا أَمَرَ أَحَدٌ بِالمعْرُوفِ، وَلَا نَهَى عَنِ المنْكَرِ.

قال مالكٌ: «وصدق، من ذا الذي ليس فيه شيءٌ؟!».

قلت: لكنَّه والحالة هذه مذمومٌ على ترك الطاعة وفعله المعصية لعلمه بها ومخالفته على بصيرةٍ فإنه ليس من يعلم كمن لا يعلم، ولهذا جاءت الأحاديث في الوعيد على ذلك».

[«تفسير القرآن العظيم» لابن كثير (١/ ٨٥)]