في ذكرِ بعض مراتب كتابة المقادير | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الجمعة 10 شوال 1445 هـ الموافق لـ 19 أبريل 2024 م



في ذكرِ بعض مراتب كتابة المقادير

• عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ، فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ»، قَالُوا: «قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا»، مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا أَهْلَ اليَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ»، قَالُوا: «قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ»، قَالُوا: «جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ؟» قَالَ: «كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ»، فَنَادَى مُنَادٍ: «ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الحُصَيْنِ»، فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ، فَوَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا [البخاري (٣١٩١)].

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالُوا: «يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟» قَالَ: «وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالجَسَدِ» [أخرجه الترمذي (٣٦٠٩)، وقال: «هذا حديث حسن غريب»، وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع الصغير» (٤٥٨١)].

تنبيهٌ مهمٌّ جدًّا: ظنَّ بعض الناس أنَّ في الحديث دليلا على أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان موجودا قبل خلق آدم وبعضهم يروي الحديث بلفظ: «... بين الماء والطين» وهو غير ثابت ولا يصحُّ معناه، فقد قال شيخ الإسلام في [«مجموع الفتاوى» (٢/ ٢٣٨)] بيانًا للحقِّ وردًّا على الفريقين: «وهذا لفظ الحديث، وأمَّا قوله: «كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ المَاءِ وَالطِّينِ» فلا أصل له: لم يروِه أحدٌ مِن أهل العلم بالحديث بهذا اللفظ، وهو باطلٌ؛ فإنه لم يكن بين الماء والطين، إذ الطين ماءٌ وترابٌ، ولكن لمَّا خلق الله جسدَ آدم قبل نفخ الروح فيه كتب نبوَّةَ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم وقدَّرها، كما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعودٍ قال: حدَّثنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو الصادق المصدوق: «إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْعَلُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ المَلَكُ، فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيُقَالُ: اكْتُبْ رِزْقَهُ وَعَمَلَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ» [أخرجه البخاري (٣٢٠٨) ، مسلم (٢٦٤٣)]، وروي أنه كتب اسمه على ساق العرش ومصاريع الجنَّة، فأين الكتاب والتقدير مِن وجود الحقيقة؟».