الفتوى رقم: ١٠٣٥

الصنف: فتاوى متنوِّعة - ألفاظٌ في الميزان

في حكم عبارة: «يجيب ربِّي»

السـؤال:

يستعمل بعضنا جملة: «يجيب ربِّي» عندما يخبر أحدَهم بأنَّ التجارة راكدةٌ فيجيبه بها، أو عندما يسأل متسوِّلٌ مالًا فيردُّ المسؤولُ بها تعبيرًا عن عدم الإعطاء، فما حكمُ استعمالها؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجـواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فعبارة: «يجيب ربِّي» غير عبارة: «يجيب لي ربِّي» التي ذُكِرتْ في فتوى سابقةٍ(١)، فالعبارة الأولى تماثلها بالعامِّية الجزائرية أيضًا: «يحَلْها ربِّي» كلاهما بمعنى الفتح بعد الإغلاق والإمساك، أي: «يفتح الله»، والمراد بالفتح في اللغة: حَلُّ ما استغلق مِن المحسوسات والمعقولات، والفتَّاح: اسمُ مبالغةٍ مِن الفاتح وهو اسمٌ مِن أسماء الله الحسنى، ومعناه: أنَّ الله تعالى هو الحَكَمُ المحسن الجواد الذي يفتح على عباده ما انغلق مِن أسبابهم فيغني الفقيرَ ويُفرِّج عن المكروب، ويقضي حاجاتِ الناس والمخلوقات، وييسِّر المطالبَ ويسهِّل الصعاب، كلُّ ذلك يسمَّى فتحًا، ويأتي به لعباده مِن خزائن جوده وكرمه ـ سبحانه وتعالى ـ. قال تعالى: ﴿مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِه [فاطر:٢]، لذلك فلا بأس باستعمالها بهذا المعنى.

والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ١١ المحرَّم ١٤٣١ﻫ
الموافق ﻟ: ٢٨ ديسمبر ٢٠٠٩م

 


(١)    عنوان الفتوى: «في صحة استعمال عبارة: «جاب لي ربي»»، برقم: (٢٧٧)

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)