ليس الشأن أن تحبَّ، إنَّما الشأن أن يحبَّك الله باتِّباعك نبيَّه

قال ابن كثير رحمه الله عند تفسير قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[آل عمران: ٣١].

«هذه الآيةُ الكريمةُ حاكمةٌ على كلِّ من ادَّعى محبَّةَ اللهِ وليس هو على الطريقةِ المحمَّديةِ؛ فإنه كاذبٌ في دعواه في نفسِ الأمرِ حتَّى يتَّبعَ الشرعَ المحمَّديَّ والدينَ النبويَّ في جميعِ أقوالِه وأحوالِه؛ كما ثبت في الصحيح عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ولهذا قال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾ أي: يحصلْ لكم فوق ما طلبْتم من محبَّتِكم إيَّاه، وهو محبَّتُه إيَّاكم، وهو أعظمُ من الأوَّلِ، كما قال بعضُ الحكماءِ العلماءِ: «ليس الشأنُ أن تحبَّ، إنَّما الشأنُ أن تُحَبَّ»، وقال الحسنُ البصريُّ وغيرُه من السلفِ: زعم قومٌ أنَّهم يحبُّون اللهَ فابتلاهم اللهُ بهذه الآيةِ، فقال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾».

[«تفسير القرآن العظيم» لابن كثير (١/ ٣٤٠)]

 

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)