في اللسان

قالوا في اللسان: «عَثْرَةُ القَدَمِ أَسْلَمُ مِنْ عَثْرَةِ اللِّسَانِ»، لأنه كما قيل في المثل الآخَرِ: «عَثْرَةُ الرِّجْلِ عَظْمٌ يُجْبَرُ، وَعَثْرَةُ اللِّسَانِ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ»، ولذلك قالوا أيضًا: «كَلْمُ اللِّسَانِ أَنْكَى مِنْ كَلْمِ الحُسَامِ»، [نَكَى ونَكَأَ الجُرْحَ: قَشَرَه قبل أن يبرأَ، ومعناه: أنَّ الجرح الذي يُحدثه اللسانُ أشدُّ إيلامًا مِن جرح السيف].

هذا، وقد رمق شعراؤنا سماءَ هذه الأمثال فنظموها في أبياتٍ من الشعر فقالوا عن الأوَّل والثاني:

يَمُوتُ الفَتَى مِنْ عَثْرَةٍ بِلِسَانِهِ * وَلَيْسَ يَمُوتُ المَرْءُ مِنْ عَثْرَةِ الرِّجْلِ

فَعَثْرَتُهُ مِنْ فِيهِ تَرْمِي بِرَأْسِهِ * وَعَثْرَتُهُ بِالرِّجْلِ تَبْرَا عَلَى مَهْلِ

وقالوا عن الثالث:

جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا الْتِئَامٌ * وَلَا يَلْتَامُ مَا جَرَحَ اللِّسَانُ

وَقَدْ يُرْجَى لِجُرْحِ السَّيْفِ بُرْءٌ * وَجُرْحُ الدَّهْرِ مَا جَرَحَ اللِّسَانُ

وقد حذَّر الشافعيُّ ـ رحمه الله ـ من خطر اللسان فقال:

احْفَظْ لِسَانَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ * لَا يَلْدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعْبَانُ

كَمْ فِي المَقَابِرِ مِنْ قَتِيلِ لِسَانِهِ * كَانَتْ تَهَابُ لِقَاءَهُ الأَقْرَانُ

وصدق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذْ يقول: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ» [رواه مسلم (٧٦٧٣)].

[«مجمع كنوز الأمثال» كمال خلايلي (٢٣٢)]

 

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)