ملحةٌ نحوية

لقد اختلف علماء النحو في التركيب الذي لا يفيد فائدةً جديدةً: هل يُعَدُّ كلامًا أم لا؟ على قولين: المختار منهما أنه كلامٌ، ولا يُنظر إلى تجدُّد الفائدة، وإنما يُنظر إلى التركيب، فإن توفَّرت فيه شروط الكلام عُدَّ كلامًا وإلَّا فلا، وفي هذا يقول أبو سودون مازحًا وذاكرًا في أبياتٍ أشياءَ تُعَدُّ من الكلام مع كونها معلومةً بداهةً لكلِّ واحدٍ فقال وأحسن:

إِذَا مَا الفَتَى فِي النَّاسِ بِالعَقْلِ قَدْ سَمَا * تَيَقَّنَ أَنَّ الأَرْضَ مِنْ فَوْقِهَا السَّمَا

وَأَنَّ السَّمَا مِنْ تَحْتِهَا الأَرْضُ لَمْ تَزَلْ * وَبَيْنَهُمَا أَشْيَا مَتَى ظَهَرَتْ تُرَى

وَأَنِّي سَأُبْدِي بَعْضَ مَا قَدْ عَلِمْتُهُ * لِيُعْلَمَ أَنِّي مِنْ ذَوِي العَقْلِ وَالحِجَا

فَمِنْ ذَاكَ أَنَّ النَّاسَ مِنْ نَسْلِ آدَمَ * وَمِنْهُمْ أَبُو سُودُونَ أَيْضًا وَلَوْ قَضَى

وَأَنَّ أَبِي زَوْجٌ لِأُمِّي وَأَنَّنِي * أَنَا ابْنُهُمَا وَالنَّاسُ قَدْ يَعْلَمُونَ ذَا

وقال آخر:

كَأَنَّنَا وَالنَّاسُ مِنْ حَوْلِنَا * قَوْمٌ جُلُوسٌ حَوْلَهُمْ مَاءُ

[«شرح المكودي لألفية ابن مالك» (١٢)]

 

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)