حِكمٌ وعِظاتٌ

قال عديُّ بن زيدٍ:

وَعَاذِلةٍ هَبَّتْ بِلَيْلٍ تَلُومُنِي * فَلَمَّا غَلَتْ فِي اللَّوْمِ قُلْتُ لَهَا اقْصِدِي

أَعَاذِلُ إِنَّ اللَّوْمَ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ * عَلَيَّ ثِنًى مِنْ غَيِّكِ المُتَرَدِّدِ

أَعَاذِلُ إِنَّ الجَهْلَ مِنْ لَذَّةِ الفَتَى * وَإِنَّ المَنَايَا لِلرِّجَالِ بِمَرْصَدِ

أَعَاذِلُ مَا أَدْنَى الرَّشَادَ مِنَ الفَتَى * وَأَبْعَدَه مِنْهُ إِذَا لَمْ يُسَدَّدِ

أَعَاذِلُ مَنْ تُكْتَبْ لَهُ النَّارُ يَلْقَهَا * كِفَاحًا وَمَنْ يُكْتَبْ لَهُ الفَوْزُ يَسْعَدِ

أَعَاذِلُ مَا يُدْرِيكِ أَنَّ مَنِيَّتِي * إِلَى سَاعَةٍ فِي اليَوْمِ أَوْ فِي ضُحَى غَدِ

أَعَاذِلُ مَنْ لَا يَزجُرِ النَّفْسَ خَالِيًا * عَنِ الغَيِّ لَا يَرْشُدْ لِقَوْلِ المُفَنِّدِ

كَفَى زَاجِرًا لِلْمَرْءِ أَيَّامُ دَهْرِهِ * تَرُوحُ لَهُ بِالوَاعِظَاتِ وَتَغْتَدِي

فَنَفْسَكَ فَاحْفَظْهَا عَنِ الغَيِّ وَالرَّدَى * مَتَى تُغْوِهَا يَغْوَ الَّذِي بِكَ يَقْتَدِي

وَإِنْ كَانَتِ النَّعْمَاءُ عِنْدَكَ لِامْرِئٍ * فَمِثْلًا بِهَا فَاجْزِ المُطَالِبَ وَازْدَدِ

عَنِ المَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * فَإِنَّ القَرِينَ بِالمُقَارَنِ يَقْتَدِي

سَتُدْرِكُ مِنْ ذِي الفُحْشِ حَقَّكَ كُلَّهُ * بِحِلْمِكَ فِي رِفْقٍ وَلَمَّا تَشَدَّدِ

إِذَا مَا رَأَيْتَ الشَّرَّ يَبْعَثُ أَهْلَهُ * وَقَامَ جُنَاةُ الغَيِّ لِلْغَيِّ فَاقْعُدِ

وَظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَةً * عَلَى النَّفْسِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ

[«جمهرة أشعار العرب» لأبي زيد القرشي (٣٩١)]

 

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)