من شعر الصحابة
عن سَلَمَةَ بنِ الأكوع رضي الله عنه قال: «خَرَجْنا مع رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى خيبرَ، فسِرْنا ليلًا،فقال رجلٌ مِن القوم لعامر بن الأكوعِ: «ألا تُسمعنا مِن هُنَيْهَاتِك؟»» قال: «وكان عامرٌ رجلًا شاعرًا، فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا * وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا اقْتَفَيْنَا * وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا * وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا
فقال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَنْ هَذَا السَّائِقُ؟»، قالوا : «عامرُ بنُ الأكوعِ»، فقال: «يَرْحَمُهُ اللهُ»».
وفي روايةٍ قال: «خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: «أَسْمِعْنَا يَا عَامِرُ مِنْ هُنَيْهَاتِكَ». فَحَدَا بِهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ السَّائِقُ؟»، قَالُوا: عَامِرٌ، فَقَالَ: «رَحِمَهُ اللهُ»، فَقَالُوا: «يَا رَسُولَ اللهِ هَلَّا أَمْتَعْتَنَا بِهِ»، فَأُصِيبَ صَبِيحَةَ لَيْلَتِهِ، فَقَالَ الْقَوْمُ: «حَبِطَ عَمَلُهُ، قَتَلَ نَفْسَهُ»، فَلَمَّا رَجَعْتُ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ، فَجِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: «يَا نبيَّ اللهِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ»، فَقَالَ: «كَذَبَ مَنْ قَالَهَا، إِنَّ لَهُ لَأَجْرَيْنِ اثْنَيْنِ، إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، وَأَيُّ قَتْلٍ يَزِيدُهُ عَلَيْهِ»».
[رواه البخاري (٦٨٩١)]