عند جُهينة الخبر اليقين | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الخميس 16 شوال 1445 هـ الموافق لـ 25 أبريل 2024 م



عند جُهينة الخبر اليقين

المثل: «عِنْدَ جُهَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقِينُ»

قصَّته: أصلُ هذا المثل أنَّ رجلًا اسمه حصينُ بنُ عمرٍو خرج يطلب فُرْصةً فاجتمع برجلٍ من جُهينة يقال له: الأخنسُ بن كعبٍ، فتعاقدا ألَّا يلقيا أحدًا إلَّا سلباه، وكلاهما فاتكٌ يحذر صاحِبَه، فطلبا يومًا اللخميَّ فوجداه نازلًا في ظلِّ شجرةٍ، فعرض عليهما الطعامَ فنزلا وأكلا وشربا، ثمَّ إنَّ الأخنسَ ذهب لبعض شأنه، فلمَّا رجع وجد سيفَ صاحبه مسلولًا، واللخميَّ يتشحَّط في دمه فسلَّ سيفَه، وقال: «ويحَك! قتلتَ رجلًا تحرَّمْنا بطعامه وشرابه!»، فقال: «اقعدْ يا أخا جُهينة، فلهذا وشبهِه خرجْنا، ثمَّ إنَّ الجهنيَّ شغل صاحِبَه بشيءٍ ثمَّ وثب عليه فقتله وأخذ متاعَه ومتاعَ اللخميِّ، ثمَّ انصرف إلى قومه راجعًا بماله، وكانتْ لحصينٍ أختٌ تُسمَّى صخرةَ، فكانتْ تبكيه في المواسمِ وتسأل عنه فلا تجد مَن يخبرها بخبره، فقال الأخنس حين أبصرها:

وَكَمْ مِنْ فارسٍ لَا تَزْدَرِيهِ * إِذَا شَخَصَتْ لِرُؤْيَتِهِ العُيُونُ

عَلَوْتُ بَيَاضَ مَفْرِقِهِ بِعَضْبٍ * فأَضْحَى فِي الفَلَاةِ لَهُ سُكُونُ

يَذِلُّ لَهُ العَزِيزُ وَكُلُّ لَيْثٍ * مِنَ العِقْبَانِ مَسْكَنُهُ العَرِينُ

فَأَضْحَتْ عِرْسُهُ وَلَهَا عَلَيْهِ * بُعَيْدَ هُدُوءِ رَقْدَتِهَا أَنِينُ

كَصَخْرَةَ إِذْ تُسَائِلُ فِي مراحٍ * وَفِي جَرْمٍ وَعِلْمُهُما ظُنُونُ

تُسَائِلُ عَنْ حُصَيْنٍ كُلَّ رَكْبٍ * وَعِنْدَ جُهَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقِينُ

فَمَنْ يَكُ سَائِلًا عَنْهُ فَعِنْدِي * لِسَائِلِهِ الحَدِيثُ المُسْتَبِينُ

مراحٌ وجرمٌ: قبيلتان

[«شرح مقامات الحريري» (٢/ ١٣٨)]

ملاحظة: جاء في بعض الأحاديث: «آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: جُهَيْنَةُ فَيَقُولُ أَهْلُ الجَنَّةِ: عِنْدَ جُهَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقِينُ»، ولكنَّه حديثٌ موضوعٌ، انظر: «ضعيف الجامع» للألباني رقم: (٦).