القول: مشتقَّاته ومعانيه | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الخميس 9 شوال 1445 هـ الموافق لـ 18 أبريل 2024 م



القول: مشتقَّاته ومعانيه

قال أبو الفتح عثمانُ بن جِنِّي: «إنَّ معنى (قول) أين وُجِدت وكيف وقعت من تقدُّم بعض حروفها على بعضٍ وتأخُّره عنه إنما هو للخفوف والحركة، وجهات تراكيبها الستُّ مستعملةٌ كلُّها لم يُهْمَل شيءٌ منها وهي: «ق و ل»، «ق ل و»، «و ق ل»، «و ل ق»، «ل ق و»، «ل و ق».

الأصل الأوَّل: «ق و ل» وهو القول، وذلك أنَّ الفم واللسان يخفَّان له ويقلقان، ويمذلان به، وهو بضدِّ السكوت الذي هو داعيةٌ إلى السكون، ألا ترى أنَّ الابتداء لمَّا كان أخذًا في القول لم يكن الحرف المبدوء به إلَّا متحرِّكًا، ولمَّا كان الانتهاء به أخذًا في السكوت لم يكن الحرف الموقوف عليه إلَّا ساكنًا.

الأصل الثاني: «ق ل و»، منه القِلْوُ حمار الوحش وذلك لخفَّته وإسراعه... ومنه قولهم: قلَوْت البُسر والسويق فهما مقلوَّان، وذلك لأنَّ الشيء إذا قُلِيَ جفَّ وخفَّ فكان أسرع إلى الحركة وألطف...

[الأصل] الثالث: «و ق ل»، منه الوَقِل للوَعِل وذلك لحركته، وقالوا: توقَّل في الجبل إذا صعد فيه، وذلك لا يكون إلَّا مع الحركة والاعتِمال...

[الأصل] الرابع: «و ل ق»، قالوا: وَلَقَ يلِق إذا أسرع، قال الشماخ: جاءت به عنس من الشأم تلِقْ، أي تخفُّ وتُسرع، وقُرئ: ﴿إِذْ تَلِقُونَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ[النور: ١٥] أي تخِفُّون وتُسرعون...

[الأصل] الخامس: «ل و ق»، وجاء في الحديث: «لَا آكُلُ مِنَ الطَّعَامِ إِلَّا مَا لُوِّقَ لِي» أي: ما خُدِم وأُعمِلت اليد في تحريكه وتلبيقه حتى يطمئنَّ وتتضامَّ جهاتُه، ومنه اللُّوقة للزبدة وذلك لخفَّتها وإسراع حركتها وأنها ليست لها مُسكة الجُبْن...

[الأصل] السادس: «ل ق و»، منه اللَّقْوَة للعُقاب، قيل لها ذلك لخفَّتها وسرعة طيرانها...، واللَّقوة الناقة السريعة اللَّقاح، وذلك لأنها أسرعت إلى ماء الفحل فقَبِلته ولم تَنْبُ عنه...

[«الخصائص» لابن جنِّي (٥) مع شيءٍ من الحذف]