بين الشيخ والكتاب | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الخميس 16 شوال 1445 هـ الموافق لـ 25 أبريل 2024 م



بين الشيخ والكتاب

قال أبو حيَّان النحويُّ في أثناء كلامٍ له:

«...وأمَّا إن كان صاحبَ تصانيف، وينظر في علومٍ كثيرةٍ؛ فهذا لا يمكن أن يبلغ الإمامة في شيءٍ منها، وقد قال العقلاء: ازدحام العلوم مضلَّةٌ للفهوم، ولذلك تجد من بلغ الإمامة من المتقدِّمين في علمٍ من العلوم لا يكاد يشتغل بغيره، ولا يُنسب إلى غيره، وقد نظمتُ أبياتًا في شأن من ينهز بنفسه، ويأخذ العلمَ من الصحف بفهمه:

يَظُنُّ الغُمْرُ أنَّ الكُتْبَ تَهْدِي * أَخَا فَهْمٍ لِإِدْرَاكِ العُلُومِ

وَمَا يَدْرِي الجَهُولُ بِأَنَّ فِيهَا * غَوَامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الفَهِيمِ

إِذَا رُمْتَ العُلُومَ بِغَيْرِ شَيْخٍ * ضَلَلْتَ عَنِ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ

وَتَلْتَبِسُ العُلُومُ عَلَيْكَ حَتَّى * تَصِيرَ أَضَلَّ مِنْ تُومَا الحَكِيم ِ

أشرت إلى قول بعضهم :

قَالَ حِمَارُ الحَكِيمِ تُومَا * لَوْ أَنْصَفُونِي لَكُنْتُ أَرْكَبْ

لِأَنَّنِي جَاهِلٌ بَسِيطٌ * وَصَاحِبِي جَاهِلٌ مُرَكَّبْ

ترجمة توما في «الدرر الكامنة» (٢/ ٧٥) قيل: هو المعنيُّ في الأبيات.

[«الآداب الشرعية» لابن مفلح (٢/ ١٥٢)]