من غريب اللغة | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
السبت 11 شوال 1445 هـ الموافق لـ 20 أبريل 2024 م



من غريب اللغة

ـ قال أبو الحسن: كان غلامٌ يقعِّر في كلامه فأتى أبا الأسود الدؤليَّ يلتمس بعضَ ما عنده، فقال له أبو الأسود: «ما فعل أبوك»، قال: «أخَذتْهُ الحُمَّى فطبَخَتْه طبْخًا، وفتَخَتْه فتخًا، وفضخته فضخًا، فتَرَكَتْه فرخًا»، فقال أبو الأسود: «فما فعلت امرأته التي كانت تُشَارُّهُ وتُمارُّهُ وتُهارُّهُ وتُزارُّهُ»، قال: «طلَّقها وتزوَّجتْ غيرَه فرَضِيَتْ وحَظِيَتْ وبَظِيَتْ»، قال أبو الأسود: «قد علمنا: رضيت وحظيت، فما بظيت؟»، قال: «بظيت حَرْفٌ من الغريب لم يَبْلُغْكَ»، قال أبو الأسود: «يا بُنيَّ كلُّ كلمةٍ لا يعرفها عمُّك فاسترها كما تستر السِّنَّوْر خَرْءَهَا».

ـ قال أبو الحسن: مرَّ أبو علقمة النحويُّ ببعض طرق البصرة وهاجت به مرَّةً، فوثب عليه قومٌ منهم فأقبلوا يعضُّون إبهامَه ويؤذِّنون في أذنه، فأفلت من أيديهم فقال: «ما لكم تَتَكَأْكَأُونَ عليَّ كأنَّكم تتكأكأون على ذي جِنَّةٍ، افْرَنْقِعُوا عنِّي»، قالوا: «دَعُوه فإنَّ شيطانه يتكلَّم بالهندية».

ـ وقال أبو الحسن: هاج بأبي علقمة الدم، فأُتِيَ بحجَّامٍ فقال للحجَّام: «اشدُدْ قصب الملازم، وأَرْهِفْ ظباتِ المشارط، وأسرِعِ الوضعَ، وعجِّلِ النزع، وليكن شرطك وخزًا، ومصُّك نهزًا، ولا تُكرهنَّ أبيًّا، ولا تردَّن أتيًّا»، فوضع الحجَّام محاجمه في جونته وانصرف.

[«البيان والتبيين» للجاحظ (١/ ٣٨)]