من فوائد حذف العامل | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الجمعة 10 شوال 1445 هـ الموافق لـ 19 أبريل 2024 م



من فوائد حذف العامل

لحذف العامل في: «بسم الله» فوائد عديدةٌ:

١ـ منها أنه موطنٌ لا ينبغي أن يتقدَّم فيه سوى ذكرِ الله فلو ذكرتَ الفعل وهو لا يستغني عن فاعله كان ذلك مناقضًا للمقصود فكان في حذفه مشاكلة اللفظ للمعنى ليكون المبدوء به اسمَ الله كما تقول في الصلاة: «الله أكبر» ومعناه: من كلِّ شيءٍ، ولكن لا نقول هذا المقدَّر ليكون اللفظ مطابقًا لمقصود الجنان وهو أن لا يكون في القلب إلَّا الله وحده، فكما تجرَّد ذكرُه في قلب المصلِّي تجرَّد ذكرُه في لسانه.

٢ـ ومنها أنَّ الفعل إذا حُذف صحَّ الابتداء بالتسمية في كلِّ عملٍ وقولٍ وحركةٍ وليس فعلٌ أَوْلى بها من فعلٍ، فكان الحذف أعمَّ من الذكر، فإنَّ أيَّ فعلٍ ذكرتَه كان المحذوف أعمَّ منه.

٣ـ ومنها أنَّ الحذف أبلغ لأنَّ المتكلِّم بهذه الكلمة كأنه يدَّعي الاستغناء بالمشاهدة عن النطق بالفعل، فكأنه لا حاجة إلى النطق به لأنَّ المشاهدة والحال دالَّةٌ على أنَّ هذا وكلَّ فعلٍ فإنما هو باسمه تبارك وتعالى، والحوالة على شاهد الحال أبلغُ من الحوالة على شاهد النطق كما قيل:

وَمِنْ عَجَبٍ قَوْلُ العَوَاذِلِ مَنْ بِهِ * وَهَلْ غَيْرُ مَنْ أَهْوَى يُحَبُّ وَيُعْشَقُ

[«بدائع الفوائد» لابن القيِّم (١/ ٢٠)]