شرف العلم وشمائل العلماء | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الخميس 9 شوال 1445 هـ الموافق لـ 18 أبريل 2024 م



شرف العلم وشمائل العلماء

قال القاضي عبد العزيز الجرجاني في قصيدته الشهيرة في شرف العلم وأخلاق العلماء وشمائلهم:

يَقُولُونَ لِي: فِيكَ انْقِبَاضٌ وَإِنَّمَا * رَأَوْا رَجُلًا عَنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ أَحْجَمَا

أَرَى النَّاسَ مَنْ دَانَاهُمُ هَانَ عِنْدَهُمْ * وَمَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا

وَلَمْ أَقْضِ حَقَّ العِلْمِ إِنْ كَانَ كُلَّمَا * بَدَا طَمَعٌ صَيَّرْتُهُ لِيَ سُلَّمَا

وَمَا زِلْتُ مُنْحَازًا بِعِرْضِيَ جَانِبًا * مِنَ الذُّلِّ أَعْتَدُّ الصِّيَانَةَ مَغْنَمَا

إِذَا قِيلَ: هَذَا مَنْهَلٌ قُلْتُ: قَدْ أَرَى * وَلَكِنَّ نَفْسَ الحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَّمَا

أُنَزِّهُهَا عَنْ بَعْضِ مَا لَا يَشِينُهَا * مَخَافَةَ أَقْوَالِ العِدَا: «فِيمَ» أَوْ «لِمَا»

فَأُصْبِحُ عَنْ عَيْبِ اللَّئِيمِ مُسَلَّمًا * وَقَدْ رُحْتُ فِي نَفْسِ الكَرِيمِ مُعَظَّمَا

وَإِنِّي إِذَا مَا فَاتَنِي الأَمْرُ لَمْ أَبِتْ * أُقَلِّبُ فِكْرِي إِثْرَهُ مُتَنَدِّمَا

وَلَكِنَّهُ إِنْ جَاءَ عَفْوًا قَبِلْتُهُ * وَإِنْ مَالَ لَمْ أُتْبِعْهُ: «هَلَّا» وَ«لَيْتَمَا»

وَأَقْبِضُ خَطْوِي عَنْ حُظُوظٍ كَثِيرَةٍ * إِذَا لَمْ أَنَلْهَا وَافِرَ العِرْضِ مُكْرَمَا

وَأُكْرِمُ نَفْسِي أَنْ أُضَاحِكَ عَابِسًا * وَأَنْ أَتَلَقَّى بِالمَدِيحِ مُذَمَّمَا

وَكَمْ طَالِبٍ رِقِّي بِنُعْمَاهُ لَمْ يَصِلْ * إِلَيْهِ وَإِنْ كَانَ الرَّئِيسَ المُعَظَّمَا

وَكَمْ نِعْمَةٍ كَانَتْ عَلَى الحُرِّ نِقْمَةً * وَكَمْ مَغْنَمٍ يَعْتَدُّهُ الحُرُّ مَغْرَمًا

وَلَمْ أَبْتَذِلْ فِي خِدْمَةِ العِلْمِ مُهْجَتِي * لِأَخْدُمَ مَنْ لَاقَيْتُ لَكِنْ لِأُخْدَمَا

أَأَشْقَى بِهِ غَرْسًا وَأَجْنِيهِ ذِلَّةً * إِذًا فَاتِّبَاعُ الجَهْلِ قَدْ كَانَ أَحْزَمَا

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ العِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُمْ * وَلَوْ عَظَّمُوهُ فِي النُّفُوسِ لَعُظِّمَا

وَلَكِنْ أَهَانُوهُ فَهَانَ وَدَنَّسُوا * مُحَيَّاهُ بِالأَطْمَاعِ حَتَّى تَجَهَّمَا

وَمَا كُلُّ بَرْقٍ لَاحَ لِي يَسْتَفِزُّنِي * وَلَا كُلُّ مَنْ فِي الأَرْضِ أَرْضَاهُ مُنْعِمَا

وَلَكِنْ إِذَا مَا اضْطَرَّنِي الضُّرُّ لَمْ أَبِتْ * أُقَلِّبُ فِكْرِي مُنْجِدًا ثُمَّ مُتْهِمَا

إِلَى أَنْ أَرَى مَا لَا أَغَصُّ بِذِكْرِهِ * إِذَا قُلْتُ: قَدْ أَسْدَى إِلَيَّ وَأَنْعَمَا

 

[«مجلَّة المنار» (‌١٨/ ١٠/ ‌٧٨٩)]