فضل العلم والحثُّ عليه | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
السبت 11 شوال 1445 هـ الموافق لـ 20 أبريل 2024 م



فضل العلم والحثُّ عليه

قال العلَّامة حافظ الحكمي ـ رحمه الله ـ:

العِلْمُ أَغْلَى وَأَحْلَى مَا لَهُ اسْتَمَعَتْ * أُذْنٌ وَأَعْرَبَ عَنْهُ نَاطِقٌ بِفَمِ

العِلْمُ غَايَتُهُ القُصْوَى وَرُتْبَتُهُ الْـ *ـعَلْياء  فَاسْعَوْا إِلَيْهِ يَا أُولِي الهِمَمِ

العِلْمُ أَشْرَفُ مَطْلُوبٍ وَطَالِبُهُ * للهِ أَكْرَمُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ

العِلْمُ نُورٌ مُبِينٌ يَسْتَضِيءُ بِهِ * أَهْلُ السَّعَادَةِ وَالجُهَّالُ فِي الظُّلَمِ

العِلْمُ أَعْلَى حَيَاةٍ لِلْعِبَادِ كَمَا * أَهْلُ الجَهَالَةِ أَمْوَاتٌ بِجَهْلِهِمِ

لَا سَمْعَ لَا عَقْلَ بَلْ لَا يُبْصِرُونَ وَفِي السْ * سَعِيرِ مُعْتَرِفٌ كُلٌّ بِذَنْبِهِمِ

فَالجَهْلُ أَصْلُ ضَلَالِ الخَلْقِ قَاطِبَةً * وَأَصْلُ شِقْوَتِهِمْ طُرًّا وَظُلْمِهِمِ

وَالعِلْمُ أَصْلُ هُدَاهُمْ مَعْ سَعَادَتِهِمْ * فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ذَوُو الحِكَمِ

وَالخَوْفُ بِالجَهْلِ وَالحُزْنُ الطَّوِيلُ بِهِ * وَعَنْ أُولِي العِلْمِ مَنْفِيَّانِ فَاعْتَصِمِ

العِلْمُ ـ وَاللهِ ـ مِيرَاثُ النُّبُوَّةِ لَا * مِيرَاثَ يُشْبِهُهُ طُوبَى لِمُقْتَسِمِ

لِأنَّهُ إِرْثُ حَقٍّ دَائِمٍ أبَدًا * وَمَا سِوَاهُ إِلَى الإِفْنَاءِ وَالعَدَمِ

العِلْمُ يَا صَاحِ يَسْتَغْفِرْ لِصَاحِبِهِ * أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرَضِينَ مِنْ لَمَمِ

كَذَاكَ تَسْتَغْفِرُ الحِيتَانُ فِي لُجَجٍ * مِنَ البِحَارِ لَهُ فِي الضَّوْءِ وَالظُّلَمِ

وَإِنَّ أَجْنِحَةَ الأَمْلَاكِ تَبْسُطُهَا * لِطَالِبِيهِ رِضًا مِنْهُمْ بِصُنْعِهِمِ

وَالسَّالِكُونَ طَرِيقَ العِلْمِ يُسْلِكُهُمْ * إِلَى الجِنَانِ طَرِيقًا بَارِئُ النَّسَمِ

وَالسَّامِعُ العِلْمَ وَالوَاعِي لِيَحْفَظَهُ * مُؤَدِّيًا نَاشِرًا إِيَّاهُ فِي الأُمَمِ

فَيَا نَضَارَتَهُ إِذْ كَانَ مُتَّصِفًا * بِذَا بِدَعْوَةِ خَيْرِ الخَلْقِ كُلِّهِمِ

كَفَاكَ فِي فَضْلِ أَهْلِ العِلْمِ أَنْ رُفِعُوا * مِنْ أَجْلِهِ دَرَجَاتٍ فَوْقَ غَيْرِهِمِ

وَكَانَ فَضْلُ أَبِينَا فِي القَدِيمِ عَلَى الْـ * أَمْلَاكِ بِالعِلْمِ مِنْ تَعْلِيمِ رَبِّهِمِ

كَذَاكَ يُوسُفُ لَمْ تَظْهَرْ فَضِيلَتُهُ * لِلْعَالَمِينَ بِغَيْرِ العِلْمِ وَالْحِكَمِ

وَمَا اتِّبَاعُ كَلِيمِ اللهِ لِلْخَضِرِ الْـ * مَعْروفِ إِلَّا لِعِلْمٍ عَنْهُ مُنْبَهِمِ

مَعْ فَضْلِهِ بِرِسَالَاتِ الإِلَهِ لَهُ * وَمَوْعِدٍ وَسَمَاعٍ مِنْهُ لِلْكَلِمِ

وَقَدَّمَ المُصْطَفَى بِالعِلْمِ حَامِلَهُ * أَعْظِمْ بِذَلِكَ تَقْدِيمًا لِذِي قَدَمِ

كَفَاهُمُو أَنْ غَدَوْا لِلْوَحْيِ أَوْعِيَةً * وَأَضْحَتِ الآيُ مِنْهُ فِي صُدُورِهِمِ

وَخَصَّهُمْ رَبُّنَا بَصْرًا بِخَشْيَتِهِ * وَعَقْلَ أَمْثالِهِ فِي أَصْدَقِ الكَلِمِ

وَمَعْ شَهَادَتِهِ جَاءَتْ شَهَادَتُهُمْ * حَيْثُ اسْتَجَابُوا وَأَهْلُ الجَهْلِ فِي صَمَمِ

وَيَشْهَدُونَ عَلَى أهْلِ الجَهَالَةِ بِالْـ * مَوْلَى إِذَا اجْتَمَعُوا فِي يَوْمِ حَشْرِهِمِ

وَالعَالِمُونَ عَلَى العُبَّادِ فَضْلُهُمُو * كَالبَدْرِ فَضْلًا عَلَى الدُّرِّيِّ فَاغْتَنِمِ

هُمُ الهُدَاةُ إِلَى أَهْدَى السَّبِيلِ وَأَهْـ * لُ الجَهْلِ عَنْ هَدْيِهِمْ ضَلُّوا لِجَهْلِهِمِ

وَفَضْلُهُمْ جَاءَ فِي نَصِّ الكِتَابِ وَفِي الْـ * حَدِيثِ أَشْهَرَ مِنْ نَارٍ عَلَى عَلَمِ

[«حاشية الحكمي» على «روضة العقلاء» لابن حبَّان (٤٧)]