Skip to Content
الخميس 18 رمضان 1445 هـ الموافق لـ 28 مارس 2024 م

سبتة
Ceuta

[كتاب مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول: 36]

- تعريفها في المؤلف:

مدينة قديمة مشهورة بالمغرب على مضيق جبل طارق.

- تعريف المدينة:

سبتة تبلغ مساحتها قرابة 28كم² احتلتها البرتغال وبعد قرنين وربع انتزعها منهم الإسبان في (1049ﻫ -1640م) أمَّا مدينة مليلية فقد احتلتها أسبانيا عام(902ﻫ -1497م) بعد خروج المسلمين من غرناطة.

 

- نبذة تاريخية:

تعتبر مدينتا سبتة ومليلية إحدى مخلفات المجابهة بين العالم الإسلامي وأوربا الكاثوليكية في فترة الحروب الصليبية في القرن الخامس عشر الميلادي، والتي كان البحر المتوسِّط مسرحًا لها، فمنذ وقتٍ طويلٍ ارتبط مصير المدينتين بالمضيق البحري العام الذي يربط المتوسط بالمحيط الأطلسي.

وقد دفعت مدينة سبتة طوال مرحلة المواجهة بين أوربا والعالم الإسلامي من خلال الحملات الصليبية ثمن موقعها الجغرافي الإستراتيجي الذي جعلها بوابة العالم الإسلامي للزحف على أوربا، ومنفذ الصليبيين لإحكام السيطرة على أراضي الإسلام، ولعلَّ أوربا النصرانية كانت تتطلَّع إلى احتلال هذا الثغر الإسلامي وتحويله إلى قلعة ضدّ تمدّد أطراف العالم الإسلامي نحو القارة العجوز.

وتعود بداية سقوط المدينتين تحت الاحتلال الأوربي النصراني إلى تضعضع إمارة بني الأحمر في غرناطة في القرن الخامس عشر الميلادي حين بدأ الخلاف يدب بين أمراء المسلمين في الأندلس فانتهز زعماء قشتالة -إسبانيا حاليا- والبرتغال الفرصة للقضاء على الوجود الإسلامي في هذه البقاع الإسلامية، فيما سمي بحروب الاسترداد، وكانت غرناطة آخر هذه القلاع التي سقطت عام (897ﻫ -1492م). والمعروف تاريخيًّا أنه بعد سقوط الأندلس، أطلق بابا الفاتيكان يد إسبانيا في الساحل المتوسطي للمغرب، والبرتغال في الساحل الأطلسي.

وعلى حين سقطت سبتة في يد البرتغاليين عام (812ﻫ - 1410م)، بقيت مليلية تقاوم جيوش الإسبان حتى سقطت عام (902ﻫ - 1497م)، في إطار خطة عامة للإسبان والبرتغاليين لمحاصرة أقاليم الغرب الإسلامي واحتلال أراضيه، ومِنْ ثَمَّ تحويلها إلى النصرانية عملاً بوَصِيَّة الملكة «إزابيلا» الكاثوليكية المذهب، والتي نصَّت على ضرورة قيام الكاثوليك بغزو بلاد المغرب، وتحويل المسلمين المغاربة إلى الدين النصراني، ورفع علم الصليب النصراني عليه بدلاً من أعلام الهلال الإسلامي.

وظلّت سبتة تحت الاحتلال البرتغالي في يد الإسبان عام (1147ﻫ - 1735م)، فدخلت تحت التاج الإسباني ولم تخرج إلى اليوم.

وقد حاول المغاربة في القرون التالية لاحتلال المدينتين استعادتهما من قبضة الغزو الصليبي النصراني، وكان أبرز هذه المحاولات محاولة المولى إسماعيل في القرن السادس عشر الميلادي، حيث حاصر المسلمون في هذه الفترة مدينة سبتة ولم يقدر لهم أن يفتحوها، وكذلك محاولة المولى محمّد بن عبد الله عام (1187ﻫ - 1774م) لمحاصرة مدينة مليلية، ولم يفلح المسلمون في تخليصها من يد الإسبان.

وقد بذل سكان المدينتين من المسلمين جهودًا كبيرة لدفع الاحتلال في نهايات القرن الثامن عشر وبداية القرن العشرين، وبين عامي (1339ﻫ - 1921) و(1344ﻫ - 1926م)

- المصادر والمراجع:

- معجم البلدان لياقوت: (3/183، 182).

- الروض المعطار للحميري: (303).

- مراصد الإطلاع للصفي البغدادي: (2/688).

- «اللباب» لابن الأثير: (2/98)

- وصف إفريقيا لليون الإفريقي:(1/318.316).