في التعامل مع إمام مبتدع | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الأربعاء 15 شوال 1445 هـ الموافق لـ 24 أبريل 2024 م



الفتوى رقم: ٢٥٨

الصنف: فتاوى منهجية

في التعامل مع إمام مبتدع

السؤال:

في مسجدِ حَيِّنَا إمامٌ مُبتدِعٌ، كيف نتعامل معه؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فالتعاملُ مع أهل البدعة يختلف حكمُه باختلافِ حالِ الضعف وحالِ القوَّة، وبين المُسْتَتِرِ ببدعته والمُظْهِر لها الداعي إليها:

¨      أمَّا في حالةِ الضعف وظهورِ أهل البدعة فالواجبُ أَنْ يُدارِيَهم ويصبرَ عليهم مِنْ غيرِ مداهنةٍ، ولا يُبْدِيَ لهم مَواقِفَ قد تُشجِّعُهم على الاستبداد وقهرِ أهلِ السُّنَّة وإبعادِهم مِنَ المساجد وساحات الدعوة وتطويقِ نشاطهم، مع القيام بالواجب تُجاهَ أهلِ البِدَع ببيانِ حالهم والتحذيرِ منهم وإظهارِ السُّنَّةِ وتعريفِ المسلمين بها؛ هذا ما تقتضيه تعاليمُ السيرةِ النبويَّة التي تدفعنا إلى أَنْ نسلك معهم هذا السبيلَ.

¨      وأمَّا إذا كان أهلُ السُّنَّةِ لهم الشوكةُ والقوَّةُ فينبغي قَمْعُ البِدَعِ بما يُوجِبُه الشرعُ مِنْ ضوابطَ بالغِلظة والشِّدَّة والهجر ـ إِنِ اقتضى المَقامُ ذلك ـ حتَّى يعودوا إلى السَّداد، وهو مُقتضَى أوامرِ الشرع ونواهيه.

¨      وأمَّا المُستَتِرُ ببدعته فَنَكِلُ سريرتَه إلى الله تعالى، كما كان النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم وصَحْبُه الكرام رضي الله عنهم يُعامِلون المنافقين في زمانهما.

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.