فروقٌ لغويةٌ (تابع)
١ـ الفرق بين المدح والثناء: أنَّ الثناء مدحٌ مكرَّرٌ من قولك: تثنَّيت الخيطَ إذا جعلته طاقين، ومنه قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي﴾ [الحجر: ٨٧] يعني سورةَ الحمد لأنها تكرَّر في كلِّ ركعةٍ، والثناء يكون في الخير والشرِّ يقال: أثنى عليه بخيرٍ وأثنى عليه بشرٍّ بخلاف المدح فلا يكون إلَّا في الخير.
٢ـ الفرق بين القراءة والتلاوة: أنَّ التلاوة لا تكون إلَّا لكلمتين فصاعدًا، والقراءة تكون للكلمة الواحدة أو أكثر، والتلاوة تختصُّ باتِّباع كتب الله المنزلة تارةً بالقراءة وتارة بالارتسام، لِما فيها من أمرٍ ونهيٍ وترغيبٍ وترهيبٍ، أو ما يُتوهَّم فيه ذلك، وهي أخصُّ من القراءة، فكلُّ تلاوةٍ قراءةٌ، وليس كلُّ قراءةٍ تلاوةً.
٣ـ الفرق بين السرعة والعَجَلة: أنَّ السرعة: التقدُّم فيما ينبغي أن يُتقدَّم فيه، وهي محمودةٌ ونقيضها مذمومٌ وهو الإبطاء، والعَجَلة: التقدُّم فيما لا ينبغي أن يُتقدَّم فيه، وهي مذمومةٌ، ونقيضها محمودٌ وهو الأناة، وأمَّا قوله تعالى: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ [طه: ٨٤] فإنَّ ذلك بمعنى: أسرعتُ.
٤ـ الفرق بين الناس والورى: أنَّ الناس تقع على الأحياء والأموات، والورى: الأحياء منهم دون الأموات، وأصله مِنْ «وَرِيَ الزِنْد، يَرِي» إذا أظهر النارَ، فسُمِّي الورى ورًى لظهوره على وجه الأرض، ويقال: الناس الماضون، ولا يقال: الورى الماضون.
[«معجم الفروق اللغوية» للعسكري: من صفحاتٍ متعدِّدةٍ]