من غريب اللغة

ـ قال أبو الحسن: كان غلامٌ يقعِّر في كلامه فأتى أبا الأسود الدؤليَّ يلتمس بعضَ ما عنده، فقال له أبو الأسود: «ما فعل أبوك»، قال: «أخَذتْهُ الحُمَّى فطبَخَتْه طبْخًا، وفتَخَتْه فتخًا، وفضخته فضخًا، فتَرَكَتْه فرخًا»، فقال أبو الأسود: «فما فعلت امرأته التي كانت تُشَارُّهُ وتُمارُّهُ وتُهارُّهُ وتُزارُّهُ»، قال: «طلَّقها وتزوَّجتْ غيرَه فرَضِيَتْ وحَظِيَتْ وبَظِيَتْ»، قال أبو الأسود: «قد علمنا: رضيت وحظيت، فما بظيت؟»، قال: «بظيت حَرْفٌ من الغريب لم يَبْلُغْكَ»، قال أبو الأسود: «يا بُنيَّ كلُّ كلمةٍ لا يعرفها عمُّك فاسترها كما تستر السِّنَّوْر خَرْءَهَا».

ـ قال أبو الحسن: مرَّ أبو علقمة النحويُّ ببعض طرق البصرة وهاجت به مرَّةً، فوثب عليه قومٌ منهم فأقبلوا يعضُّون إبهامَه ويؤذِّنون في أذنه، فأفلت من أيديهم فقال: «ما لكم تَتَكَأْكَأُونَ عليَّ كأنَّكم تتكأكأون على ذي جِنَّةٍ، افْرَنْقِعُوا عنِّي»، قالوا: «دَعُوه فإنَّ شيطانه يتكلَّم بالهندية».

ـ وقال أبو الحسن: هاج بأبي علقمة الدم، فأُتِيَ بحجَّامٍ فقال للحجَّام: «اشدُدْ قصب الملازم، وأَرْهِفْ ظباتِ المشارط، وأسرِعِ الوضعَ، وعجِّلِ النزع، وليكن شرطك وخزًا، ومصُّك نهزًا، ولا تُكرهنَّ أبيًّا، ولا تردَّن أتيًّا»، فوضع الحجَّام محاجمه في جونته وانصرف.

[«البيان والتبيين» للجاحظ (١/ ٣٨)]

 

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)