مِن أخبار هبنَّقة الأحمق

قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ: «فمنهم ـ أي: الحمقى ـ هبنَّقةُ، واسمه: يزيد بن ثروان ويقال: ابن مروان أحدُ بني قيس بن ثعلبة. ومِن حمقه أنه جعل في عنقه قلادةً مِن وَدْعٍ وعظامٍ وخزفٍ وقال: أخشى أن أُضِلَّ نفسي ففعلتُ ذلك لأعرفها به، فحُوِّلت القلادةُ ذات ليلةٍ مِن عنقه لعنق أخيه، فلمَّا أصبح قال: «يا أخي أنت أنا، فمَن أنا؟» وأضلَّ بعيرًا فجعل ينادي: «مَن وجده فهو له»، فقيل له: «فلم تنشده؟» قال: «فأين حلاوة الوجدان؟» وفي روايةٍ: «مَن وجده فله عشرة»، فقيل له: «لِمَ فعلت هذا؟» قال: «للوجدان حلاوةٌ في القلب».

واختصمت طفاوةُ وبنو راسبٍ في رجلٍ ادَّعى كلُّ فريقٍ أنه في عرافتهم، فقال هبنَّقة: «حكمه أن يُلقى في الماء فإن طفا فهو مِن طفاوةَ وإن رَسَب فهو مِن راسبٍ». فقال الرجل: «إن كان الحكمُ هذا فقد زهدتُ في الديوان». وكان إذا رعى غنمًا جعل يختار المراعيَ للسمان وينحِّي المهازيل ويقول: «لا أُصلح ما أفسده اللهُ»»، نسأل اللهَ العافية.

[«أخبار الحمقى والمغفلين» لابن الجوزي (٤٣)]

 

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)