الفتوى رقم: ٢٠٥

الصنف: فتاوى الأسرة ـ المرأة

في حكم تعطُّر المرأة عند خروجها مِنْ بيتها

السؤال:

ما حكمُ خروجِ المرأة ـ مِنْ بيتها ـ متعطِّرةً؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فلا يجوز للمرأة أَنْ تخرج ـ مِنْ بيتها ـ متعطِّرةً متزيِّنةً متطيِّبةً، سواءٌ كان خروجُها للصلاة في المسجد أو لزيارة مَحارِمِها أو للسوق، وسواءٌ تطيَّبَتْ بالعطور في بيتها قبل الخروج أو في الطريق أو في المسجد، ويدخل في المنع ـ أيضًا ـ ما إذا استعطرَتْ في بيتها ودَخَلَتْ على غيرِ مَحارِمها مِنَ الرجال الأجانب ـ أو دخلوا عليها ـ ولو مِنْ غيرِ خروجٍ؛ لأنَّ ذلك مَدْعاةٌ للفتنة ومِنْ أسباب الفساد ومخالفةِ الشرع الجديرةِ بقطعها لأنها مِنْ مكايد الشيطان الذي «يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ»(١)، وقد جاء في الحديث: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ، وَكُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ»(٢)، وثَبَت ـ أيضًا ـ مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه قولُه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فَلَا تَشْهَدْ مَعَنَا العِشَاءَ الآخِرَةَ»(٣)، وفي روايةِ ابنِ ماجه قال صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ لَمْ تُقْبَلْ لَهَا صَلَاةٌ حَتَّى تَغْتَسِلَ»(٤)؛ فالواجبُ على المرأةِ المسلمة إِنْ خرجَتْ للحاجة أَنْ تخرج بالضوابط الشرعيَّة متستِّرةً مُحتشِمةً وتَفِلةً غيرَ متطيِّبةٍ؛ قال صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: «لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ، وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ»(٥)، ومعنَى «تَفِلاتٍ» أي: «تاركاتٍ للطِّيب»(٦).

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٠٩ ربيع الأوَّل ١٤٢٦ﻫ
الموافق ﻟ: ١٨ أفريل ٢٠٠٥م

 



(١) مقطعٌ مِنْ حديثٍ مُتَّفَقٍ عليه: أخرجه البخاريُّ في «الاعتكاف» باب: هل يدرأ المُعتكِفُ عن نفسه؟ (٢٠٣٩)، ومسلمٌ في «السلام» (٢١٧٥)، مِنْ حديثِ صفيَّةَ بنتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها.

(٢) أخرجه بهذا اللفظِ ابنُ حبَّان في «صحيحه» (٤٤٢٤)، وابنُ خزيمة في «صحيحه» (١٦٨١)، وهو عند أبي داود في «الترجُّل» بابُ ما جاء في المرأة تتطيَّب للخروج (٤١٧٣)، والترمذيِّ في «الأدب» بابُ ما جاء في كراهِيَةِ خروجِ المرأة متعطِّرةً (٢٧٨٦)، والنسائيِّ في «الزينة» بابُ ما يُكْرَهُ للنساء مِنَ الطِّيب (٥١٢٦)، مِنْ حديثِ أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه. وحسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٢٧٠١).

(٣) أخرجه مسلمٌ في «الصلاة» (٤٤٤) مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.

(٤) أخرجه ابنُ ماجه في «الفِتَن» بابُ فتنةِ النساء (٤٠٠٢) مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٢٧٠٣).

(٥) أخرجه أحمد في «مسنده» (٩٦٤٥)، وأبو داود في «الصلاة» بابُ ما جاء في خروج النساء إلى المسجد (٥٦٥)، وابنُ حبَّان في «صحيحه» (٢٢١٤)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه. وصحَّحه ابنُ الملقِّن في «البدر المنير» (٥/ ٤٦)، والألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٧٤٥٧) وفي «التعليقات الحسان» (٢٢١١).

(٦) انظر: «النهاية» لابن الأثير (١/ ١٩١).

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)