فتوى رقم: ٥٤٩

الصنف: فتاوى متنوِّعة - ألفاظٌ في الميزان

في صحة إطلاق عبارة «رضي الله عنه»
على صغار الصحابة ومن دونهم

السؤال: هل صيغةُ الترضيةِ «رضي الله عنه» خاصّة بالصحابة فقط؟ وهل يَدْخُلُ في ذلك الصحابة الصِّغَار مثلُ الحَسَن والحُسَينِ؟

الجواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:

فأمَّا الترضيةُ فهي عبارةٌ تُطلقُ على الصحابةِ خاصَّةً على أرجح أقوال أهل العلم على وجهٍ لازمِ التَّحقيقِ لمن عَيَّنَتْهُمُ الآياتُ القرآنية في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيبًا﴾ [الفتح: ١٨]، ولقوله تعالى: ﴿رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [البينة: ٨]، وآيات أخرى، ولا خلاف في استحباب الترضي عن الصحابة رضي الله عنهم سواء كانوا من كبار الصحابة أو من أبنائهم سواء كانوا من السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار ومن دونهم، ذلك لأنَّ الصحابي هو: «مَن لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسلمًا ومات على الإسلام» سواء في حياته أو بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أجاز بعضهم الترضية عن غير الصحابة رضي الله عنهم كالنووي في «المجموع»، وذلك من بابِ الدعاء لهم بالترضية والترحُّم.

والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.

مكَّة في: ٢١ ربيع الأوَّل ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ١٩ أفريل ٢٠٠٦م

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)