الحكمة من وقوع بعض المخلصين في الأخطاء

«واعلَمْ أنَّ الله تعالى قد يُوقِعُ بعضَ المخلصين في شيءٍ من الخطإِ ابتلاءً لغيره: أيتَّبعون الحقَّ ويَدَعُونَ قولَه، أم يغترُّون بفضله وجلالته؟ وهو معذورٌ بلْ مأجورٌ لاجتهاده وقصْدِه الخيرَ وعدم تقصيره. ولكنَّ مَنِ اتَّبعه مغترًّا بعظمته بدون الْتفاتٍ إلى الحُجَجِ الحقيقية من كتاب الله تعالى وسنَّة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم فلا يكون معذورًا، بل هو على خطرٍ عظيمٍ. ولَمَّا ذهبتْ أمُّ المؤمنين عائشةُ رضي الله عنها إلى البصرة قبل وقعة الجمل أَتْبَعَها أميرُ المؤمنين عليٌّ رضي الله عنه ابْنَه الحَسَنَ وعمَّارَ بن ياسرٍ رضي الله عنهما لينصحا الناس، فكان مِن كلام عمَّارٍ لأهل البصرة أنْ قال: «وَاللهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَكِنَّ اللهَ ابْتَلاكُمْ بهَا، لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ ؟». ومِن أعظم الأمثلة في هذا المعنى مطالبةُ فاطمةَ رضي الله عنها بميراثها مِنْ أبيها صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا ابتلاءٌ عظيمٌ للصدِّيق رضي الله عنه ثبَّته الله عزَّ وجلَّ فيه».

[«رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله» للمعلِّمي اليمني (١٥٢ ـ ١٥٣)]

 

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)