من عجائب لغتنا (١)
الفسوق في اللغة هو: الخروج، يُقال: فسقت الرُّطبة عن قشرها، والفأرة عن جحرها، ومنه فسق عن أمر الله، أي: خرج، ومنه الفاسق لأنه خارجٌ عن طاعة الله، ومن غريب الفاء والسين أنَّ اجتماعهما فاءً وعيْنًا للكلمة يدلُّ على استكراهٍ في معنى الكلمة في الغالب، وهذا أمرٌ عجيبٌ تميَّزتْ به لغة القرآن على سائر اللغات. فمِن ذلك فَسَأَ الثوْبَ، أي: شقَّهُ، وأنتَ تكره أنْ يَفْسَأَ لك أحدٌ ثوبَك، وفَسِئَ: خرج صدرُه ودخل ظهرُه، وتلك صورةٌ مُسْتَكْرَهَةٌ مَنْبُوَّةٌ، وفسخ العقدَ: نقضه، وما أحسب أحدًا يرضى أن يُفسخ له عقدٌ، والفسل: المُسْتَرذل المُسْتوخم، ومنه الفُسَاء: وهو خروج الريح وهو أمرٌ مستكرهٌ يحبُّ أصحاب الفِطَر السليمة إخفاءَه، ومنه الفساد.
[«إعراب القرآن وبيانه» للدرويش (١/ ٢٩٢)]