من جالس جانس، والصاحب ساحبٌ

إذا كانت إضافة المنكَّر إلى المعرَّف تكسبه تعريفًا، وإضافة المذكَّر إلى المؤنَّث تكسبه تأنيثًا؛ فاحرص على صحبة العلماء ومجاورة الفضلاء ومرافقة الصلحاء، وإيَّاك أن تضيف نفسك إلى قرينِ سوءٍ فيكسبك السوء، وقد أحسن شرف الدين المحلِّي حيث قال:

عَلَيْكَ بِأَرْبَابِ الصُّدُورِ فَمَنْ غَدَا * مُضَافًا لِأَرْبَابِ الصُّدُورِ تَصَدَّرَا

وَإِيَّاكَ أَنْ تَرْضَى بِصُحْبَةِ نَاقِصٍ * فَتَنْحَطَّ قَدْرًا مِنْ عُلَاكَ وَتُحْقَرَا

فَرَفْعُ «أَبُو مَنْ» ثُمَّ خَفْضُ «مُزَمَّلٍ» * يُحَقِّقُ قَوْلِي مُغْرِيًا وَمُحَذِّرَا

قوله: «فرفع أبو من» أشار به إلى نحو: «علمت زيدًا أبو مَنْ هو»، ﻓ«أبو» لولا إضافته إلى «من» الاستفهامية التي لها صدر الكلام لكان منصوبًا على أنه مفعولٌ به ثانٍ ﻟ«علمت»، ولكنَّه لمَّا أضيفت إلى ما له صدر الكلام استحقَّ هو الصدارة، وصار مبتدأً وعلَّق العامل فيه عن العمل لفظًا.

وقوله: «ثمَّ خفضُ مزمَّلٍ» يشير به إلى قول امرئ القيس:

كَأَنَّ ثَبِيرًا فِي عَرَانِينِ وَبْلِهِ * كَبِيرُ أُنَاسٍ فِي بِجَادٍ مُزَمَّلِ

ﻓ«مزمَّلٍ» كان حقُّه أن يكون مرفوعًا لأنه صفةٌ لمرفوعٍ وهو «كبير أناسٍ» ولكنَّه خُفض بسبب مجاورة مجرورٍ.

[«شرح نظم عبيد ربِّه في النحو» (٧٠)]

 

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)