حقارة الدنيا وسرعة فنائها
قال أبو الحسن التهامي:
حُكْمُ المَنِيَّةِ فِي البَرِيَّةِ جَارِ * مَا هَذِهِ الدُّنْيَا بِدَارِ قَرَارِ
بَيْنَا يُرَى الإِنْسَانُ فِيهَا مُخْبِرًا * حَتَّى يُرَى خَبَرًا مِنَ الأَخْبَارِ
طُبِعَتْ عَلَى كَدَرٍ وَأَنْتَ تُرِيدُهَا * صَفْوًا مِنَ الأَقْذَارِ وَالأَكْدَارِ
وَمُكَلِّفُ الأَيَّامِ ضِدَّ طِبَاعِهَا * مُتَطَلِّبٌ فِي المَاءِ جَذْوَةَ نَارِ
وَإِذَا رَجَوْتَ المُسْتَحِيلَ فَإِنَّمَا * تَبْنِي الرَّجَاءَ عَلَى شَفِيرٍ هَارِ
فَالعَيْشُ نَوْمٌ وَالمَنِيَّةُ يَقْظَةٌ * وَالمَرْءُ بَيْنَهُمَا خَيَالٌ سَارِ
فَاقْضُوا مَآرِبَكُمْ عِجَالًا إِنَّمَا * أَعْمَارُكُم سَفَرٌ مِنَ الأَسْفَارِ
وَتَرَاكَضُوا خَيْلَ الشَّبَابِ وَبَادِرُوا * أَنْ تُسْتَرَدَّ فَإِنَّهُنَّ عَوَارِ
[«جواهر الأدب» للهاشمي (٤٤٤)]