حبُّ الشهادة

لقد أبلى المسلمون في غزوة مؤتة بلاءً حسنًا، وكان من الأمراء في تلك الغزوة ـ التي اشتدَّ فيها القتالُ واحتدم ـ جعفر بن أبي طالبٍ وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهما، وقد أظهرا تفانيًا عجيبًا في القتال كما أورد ذلك ابن هشامٍ في «السيرة»، فقد ذكر أنَّ جعفرًا رضي الله عنه قاتل وهو يحمل اللواءَ ويقتحم صفوفَ الأعداء وهو يقول:

يَا حَبَّذَا الجَنَّةُ وَاقْتِرَابُهَا * طَيِّبَةٌ وَبَارِدٌ شَرَابُهَا

وَالرُّومُ رُومٌ قَدْ دَنَا عَذَابُهَا * كَافِرَةٌ بَعِيدَةٌ أَنْسَابُهَا

عَلَيَّ إِنْ لَاقَيْتُهَا ضِرَابُهَا

فلمَّا قُتِل جعفرٌ أخذ عبد الله الرايةَ ثمَّ تقدَّم بها وهو على فرسه وهو يردِّد:

أَقْسَمْتُ يَا نَفْسُ لَتَنْزِلِنَّهْ * لَتَنزِلِنَّ أَوْ لَتُكْرَهِنَّهْ

إِنْ أَجْلَبَ النَّاسُ وَشَدُّوا الرَّنَّهْ * مَا لِي أَرَاكِ تَكْرَهِينَ الجَنَّهْ

قَدْ طَالَمَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّهْ * هَلْ أَنْتِ إِلَّا نُطْفَةٌ فِي شَنَّهْ

وقال أيضًا:

يَا نَفْسُ إِلَّا تُقْتَلِي تَمُوتِي * هَذَا حِمَامَ المَوْتِ قَدْ صَلِيتِ

وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ أُعْطِيتِ * إِنْ تَفْعَلِي فِعْلَهُمَا هُدِيتِ

يريد صاحبَيْه زيدَ بن حارثة وجعفرَ بن أبي طالبٍ اللَّذَيْن سبقاه إلى الشهادة، ثمَّ قاتل حتى قُتِل.

[«السيرة النبوية» لابن هشام (٤/ ٢٠)]

 

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.

.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة،

أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.

.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع

لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.

جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م - 14434ھ/2022م)