أخطاء شائعة | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
السبت 11 شوال 1445 هـ الموافق لـ 20 أبريل 2024 م



أخطاء شائعة

١ـ قابلتْه مصادفةً.. لا صدفةً: من الشائع استعمال «صدفةً» على غير الفصيح، وهي ليست مصدرًا ﻟ: صَدَفَ التي مصدرها الصَّدْف والصدوف، وهي بمعنى: انصرف ومَالَ وأعرضَ وصدَّ. والمزيد: صادف يحمل معنى اللقاء على غير توقُّعٍ، ومصدره المصادفة. فالفصيح: قابلتْه مصادفةً لا صُدْفةً؛ لأنَّ «الصدفة» من الصدوف: الإعراض والانصراف عن الشيء. قال تعالى: ﴿سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ[الأنعام: ١٥٧] أي: يُعرضون.

٢ـ تخرَّج في الجامعة.. لا من الجامعة فالقول: تخرَّج فلانٌ من جامعة كذا. خطأٌ. والصواب: تخرَّج في جامعة كذا؛ لأنَّ «تخرَّج» تعني: تعلَّم وتدرَّب فهو: خِرِّيجٌ وخَرِيجٌ ومتخرِّجٌ.

٣ـ مَعْرِضٌ.. لا معرَضٌ. معرَضٌ بفتح الراء خطأً، والصواب: معرِضٌ بكسر الراء، لأنَّ اسمي المكان والزمان يصاغان من الثلاثيِّ على وزن (مَفْعِل) إذا كان الفعل صحيحَ الآخر مكسورَ العين في المضارع. عرَض يعرِض (من باب ضَرَبَ).

٤ـ خِطْبة.. لا خُطبة الخِطْبة (بكسر الخاء وسكون الطاء): طلبُ الزواج، ولا نقول للفتاة المخطوبة: خَطيبةٌ، ولا للشابِّ خَطيبًا، بل ننادي كلًّا منهما: خِطْبًا. فهي: خِطْبه وخِطْبته.. أمَّا الخُطْبة (بضمِّ الخاء وسكن الطاء): فهي: ما يُلقى على المنابر، وخُطبة الكتاب: مقدِّمته.

٥ـ يقولون: إسهامًا منها في تشجيع القدرات، والصواب: مساهمة منها في تشجيع القدرات إسهامًا هو مصدر الفعل أسهم، وهذه تعني ـ كما يقول ابن فارسٍ في «مقاييس اللغة» ـ: «أسهم الرجلان إذا اقترعا» وذلك من السهمة والنصيب. وهذه تختلف عن «مساهمة» المشتقَّة من الفعل ساهم الذي يعني شارك، فالمساهمة: هي المشاركة، والإسهام: يعني الاقتراع. ومن هنا نلاحظ أنَّ أيَّةَ زيادةٍ في المبنى تؤدِّي إلى تغيير المعنى.

٦ـ يقولون: حَرَمه من الإرث، فيعدُّون الفعل «حَرَم» إلى المفعول الثاني بحرف الجرِّ «من»، والصواب: حرمه الإرثَ بنصب مفعولين، أي: الفعل «حرم» يتعدَّى إلى مفعولين تعدِّيًا مباشرًا، وقد أجاز بعض اللغويين «أحْرَمَه الشيءَ» أي: حرمه إيَّاه، ومن ذلك ما ورد في قول ابن النحَّاس في قصيدته العينية المشهورة:

وَآلَى عَلَى أَنْ لَا أُقِيمَ بِأَرْضِهِ * يَوْمَ الفِرَاقِ وَدَاعَهُ أَحْرَمَنِي

٧ـ يقولون: تحرَّى عن الأمر، فيُعَدُّون الفعلَ «تحرَّى» بحرف الجرِّ «عن»، والصواب: تحرَّى فلانٌ الأمرَ، أي: توخَّاه وطلبه، ويقال: فلانٌ حَرِيٌّ بكذا، أي: خليقٌ وجديرٌ وحقيقٌ وَ«أَحْرِ به» أي: أَجْدِرْ به، قال الشاعر:

فإن كنت توعدنا بالهجاء * فأحر بمن رامنا أن يخيبا

وقد اشتُقَّ التحرِّي من «أَحْرِ به»، وهو يعني: توخِّي الأوْلى وقصد الأحقِّ، كما تدلُّ على ذلك طائفةٌ من النصوص اللغوية نذكر من بينها قول الله تعالى: ﴿فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا[الجن: ١٤].

[جولةٌ في المواقع والكتب]