بين العَدْل والعادِل | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
السبت 11 شوال 1445 هـ الموافق لـ 20 أبريل 2024 م



بين العَدْل والعادِل

قال الشيخ عطيَّة سالم رحمه الله: «الذي يظهر لي أنَّ بينهما فرقًا في الأصل، وأنَّ بينهما عمومًا وخصوصًا.

ـ فالعادل من العدل الذي هو ضدُّ الظلم كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا[النساء: ٥٨]، واسم الفاعل منه عادلٌ على وزن: فَاعِلٌ.

ـ والعدل من العدالة التي هي ضدُّ الفسق، كما في قوله تعالى: ﴿وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ للهِ[الطلاق: ٢].

والأوَّل مبحثه في الحقوق والأحكام، وقد يكون الحاكم عادلًا وهو كافرٌ، وعليه المثل من قول عمر رضي الله عنه لعامله على مصر: «نحن أحقُّ بالعدل من كسرى»، وقوله في حقِّ النجاشي: «فَإِنَّ فِيهَا مَلِكًا عَادِلًا»، وكان ذلك قبل أن يُسلم، فوَصَفَه صلَّى الله عليه وسلَّم بأنه مَلِكٌ عادلٌ، وقال: «لَا يُظْلَمُ أَحَدٌ بِجِوَارِهِ».

وعلى هذا فوصفُ الإمام ﺑ«العدل» في هذا الحديث ـ حديث السبعة الذين يُظِلُّهم الله في ظلِّه ـ أخصُّ لأنَّ «العادل» قد يكون مع الكفر سياسةً للملك، أمَّا «العدل» فلا يكون إلَّا مع الإسلام، فكلُّ عدلٍ عادلٌ وليس كلُّ عادلٍ عدلًا».

[«ترطيب الأفواه» للعفاني (١/ ٨٢)]