زيادة «كان» الناقصة | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الثلاثاء 7 شوال 1445 هـ الموافق لـ 16 أبريل 2024 م



زيادة «كان» الناقصة

تختصُّ «كان» الناقصة عن أخواتها بأمورٍ منها:

الأوَّل: جواز زيادتها بشرطين:

١ـ كونها بلفظ الماضي، وشذَّ قول أمِّ عقيل بن أبي طالبٍ:

أَنْتَ تَكُونُ مَاجِدٌ نَبِيلُ * إِذَا تَهُبُّ شَمْأَلٌ بَلِيلُ

الشاهد: قولها: «أَنْتَ تَكُونُ مَاجِدٌ» حيث زادت المضارع من «كان» بين المبتدأ وخبره، والثابت زيادتُه إنما هو الماضي دون المضارع، لأنَّ الماضي لمَّا كان مبنيًّا أشبه الحروف، وقد علمنا الحروفَ تقع زائدةً، كالباء في المبتدأ في نحو: «بحسبك درهم»، وفي خبر «ليس» نحو قوله تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ[الزمر: ٣٦] ونحو ذلك، فأمَّا المضارع فهو معربٌ، فلم يشبه الحرفَ، بل أشبه الاسم، فتحصنَّ بذلك عن أن يزاد، كما أنَّ الأسماء لا تزاد إلَّا شذوذًا، والقول بزيادة «تكون» شذوذًا في هذا البيت هو قول ابن الناظم وابن هشامٍ، وتبعهما من جاء بعدهما من شرَّاح «الألفية»، وهما تابعان في ذلك لابن السيد وأبي البقاء.

وقيل: «تكون» ليست زائدةً، بل هي عاملةٌ، واسمها ضميرٌ مستترٌ فيه وجوبًا «أنت»، وخبرها محذوفٌ، والجملة لا محلَّ لها معترضةٌ بين المبتدأ وخبره، والتقدير: أنت ماجدٌ نبيلٌ تكونه، أي: تكون أنت إيَّاه.

٢ـ كونها بين شيئين متلازمين ليسا جارًّا ومجرورًا، نحو: «ما كان أحسنَ زيدًا»، وقول بعضهم: «لم يوجد كان مثلُهم»، وتكثر زيادة «كان» بين «ما» التعجبية وفعل التعجُّب، نحو قول الشاعر:

للهِ دَرُّ أَنُو شِرْوَانَ مِنْ رَجُلٍ * مَا كَانَ أَعْرَفَهُ بِالدُّونِ وَالسَّفَلِِ

ونحو قول امرئ القيس:

أَرَى أُمَّ عَمْرٍو دَمْعُهَا قَدْ تَحَدَّرَا * بُكَاءً عَلَى عَمْرٍو وَمَا كَانَ أَصْبَرَا

وشذَّ قولُه:

جِيَادُ بَنِي أَبِي بَكْرٍ تَسَامَى * عَلَى كَانَ المُسَوَّمَةِ العِرَابِ

الشاهد: «على كان المسوَّمة» حيث زاد «كان» بين الجارِّ والمجرور، ودليلُ زيادتها أنَّ حذفها لا يُخلُّ بالمعنى.

[«أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك» لابن هشام (١/ ٢٣٠)]