في حكم إطلاق الأطبَّاء لفظ الخبيث على المرض أو الورم | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الخميس 9 شوال 1445 هـ الموافق لـ 18 أبريل 2024 م



الفتوى رقم: ٣٩٦

الصنف: فتاوى طبِّية

في حكم إطلاق الأطبَّاء لفظ الخبيث على المرض أو الورم

السؤال:

يُتداول على ألسنة الأطبَّاء قولهم: «مرضٌ خبيثٌ» أو «ورمٌ خبيثٌ» فما حكم ذلك؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:

فالخبيث هو ما يُكره رداءةً وخسَّةً، محسوسًا كان أو معقولاً، وذلك يتناول الباطلَ في الاعتقاد، والكذب في المقال، والقبح في الفعال، وإطلاقُ صفة الخبث على المرض فمِن جهة استعصاء علاجه وشدَّة ضرره وآلامه وسرعة فتكه بالمريض غالبًا، ولا مانع -في اعتقادي- مِن استعمال هذه الكلمة على المرض، وإنما يُكره استعمالها بإضافتها إلى النفس، لقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسِي»(١)، فكَرِه ذلك لبشاعة الاسم، لأنَّ لفظ لَقِسَت نفسي وخَبُثت معناهما واحدٌ -كما قال النوويُّ والبغويُّ-، فعَلَّمَهم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الأدبَ في المنطق، وأرشدهم إلى استعمال الحَسَن وهجران القبيح منه(٢).

والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٠٦ ربيع الأوَّل ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ٥ أفريل ٢٠٠٦م


(١) أخرجه البخاري في «الأدب» باب لاَ يقُل: خَبثتْ نَفسِي (٦١٧٩)، ومسلم في «الألفاظ من الأدب وغيرها» (٢٢٥٠)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

(٢) «شرح السنة للبغوي» (١٢/ ٣٥٩)، «صحيح مسلم» (١٥/ ٨).