فوائد ونوادر | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
السبت 18 شوال 1445 هـ الموافق لـ 27 أبريل 2024 م


مطابق

 جوابُ مَنْ دَعَا إلى مناظرةٍ وهو غيرُ كفءٍ 

«بقطع النظر عن هذه الدعوةِ التي هي مِنْ فروع المظهر الجديد، وبصرف النظر عن الداعي إليها والغايةِ منها .. وبصرف النظر عن هذه الجرأة التي لم نعهدها في الطُّرُقيِّين ومأجوريهم .. نقول: إِنَّ المناظرة في الشيء تستدعي نظيرَيْن، أي: مثيلين في المعنى الذي يتناظران فيه، والمناظرةُ المطلوبة هنا في مسائلَ علميةٍ دينيةٍ لَابَسَها تاريخُ المسلمين الطويل، وداخلَتْها عوائدُهم واجتماعيَّاتُهم، وأثَّر فيها هذا وذاك.

وإذا كنَّا نحن الطَّرَفَ الأوَّل في هذه القضيَّة، ونحن علماءُ نقول في الدين بدليله المُعتبَرِ، ونتكلَّم في التاريخ بعِلَله وأسبابه، ونقول في العادات بمناشئها وآثارها، ونُرْجِع كُلَّ شيءٍ إلى أصله، ونردُّ كُلَّ حادثةٍ إلى سببها، ونربط بين الدليل ومدلوله والعلَّةِ ومعلولها؛ فإنَّ الطُّرُقيِّين ـ بالطبع ـ هم الطَّرَفُ الثاني، وهل بَلَغ الطُّرُقيُّون أَنْ يكونوا نُظَرَاءَنا بالعلم والدين والتاريخ والاجتماع؟!

نحن نعرفهم حقَّ المعرفة، ونعرف أنهم جُهَلاءُ ويفخرون بالجهل، وأنصافُ أمِّيِّين ويتباهَوْن بالأمِّيَّة؛ إذ ليس العلمُ ولا القراءةُ شرطًا في طُرُقهم ولا في مشيختهم، ونعرف أنهم لا يملكون مِنْ أسلحة هذا الميدان إلَّا العنادَ والإصرار على الباطل.

ولو كانوا عُلَماءَ لَمَا بلغ النزاعُ بيننا وبينهم إلى هذا الحدِّ، ولرَجَوْنا ـ إِنْ لم يزَعْهم الدينُ ـ أَنْ يزَعَهم العلمُ.

ولقد نعلم أنهم لا يجهلون هذا مِنْ أَنْفُسهم، ولا يبلغ بهم الغرورُ أَنْ يُناظِروا علماءَ مِنَ الطراز الذي تحتوي عليه جمعيةُ العلماء، وإنما يعتمدون ـ في هذه المناظرة ـ على موجوداتٍ آليةٍ يُسمُّونها علماءَ عوَّدوها أَنْ تنطق باسْمِهم وتسبِّحَ بحمدهم وتُحاميَ عنهم بالباطل.

ونحن لا نعترف بالعلم لهذا الصنفِ المتهافت على أبواب الزوايا المتعيِّش مِنْ فَضَلاتها، ويأبى لنا شرفُ العلم أَنْ يكون هؤلاء المسلوبو الإرادةِ الفاقدو الاستقلالِ في العلم نُظَراءَنا في المناظرة؛ لأنَّنا بلَوْنَاهم في العمل فوجَدْناهم جُبَناء، وبلَوْناهم في العلم فوجَدْناهم يحكِّمون الهوى ولا يحكِّمون الدليلَ، وبلَوْناهم في الكتابة فوجَدْنا أَمْثَلَهم يسمِّي البِدَعَ المُنْكَرة عوائدَ دينيةً ..

أَمَعَ هؤلاء تكون المناظرةُ؟ لا، و[يأباها] شرف العلم.

فقَدْ تحقَّق أنَّ هذه المناظرةَ التي دعَوْا إليها ساقطةٌ سقوطَ شرطِها الأساسيِّ مِنْ قِبَلهم وهو النظيرُ.

أَلَا إنهم مِنْ إِفْكِهم ليتداهَوْن ويَخْتِلون بهذه الدعوة إلى المناظرة؛ لنُجِيبَهم فنعترفَ لهم بالكفاءة، أو نسكتَ عنهم فيقولوا عنا: أَحْجَموا وخافوا، أو نُجيبَهم بالحقيقة (كما فعَلْنا) فيقولوا: إنَّ جمعية العلماءِ تحتقر العلماءَ، ويتباكَوْن ويشنِّعون» [باختصارٍ وتصرُّف].

[«آثار الإمام البشير الإبراهيمي» (١/ ٣٠١ ـ ٣٠٢)]

الانتصار للأقوال المرجوحة

«وها هنا أمر خفي ينبغي التفطن له، وهو: أن كثيرا من أئمة الدين قد يقول قولا مرجوحا ويكون مجتهدا فيه مأجورا على اجتهاده فيه، موضوعا عنه خطؤه فيه ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله، بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله، ولا انتصر له ولا إلى من يوافقه، ولا عادى من خلفه، ولا هو مع هذا يظن انه إنما انتصر للحق وإن أخطأ في اجتهاد وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته، وأنه لا ينسب إلى الخطأ، وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق فافهم هذا فإنه مهم عظيم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم »

[ابن رجب «جامع العلوم والحكم» (2/267)]

مفتاح عودة مجد الإسلام

«تطبيق العلم النافع والقيام بالعمل الصالح وهو أمر جليل لا يمكن للمسلمين أن يصلوا إليه إلا بإعمال منهج التصفية والتربية وهما واجبان مهمان عظيمان وأردت بالأول منهما أمورا:
الأول: تصفية العقيدة الإسلامية مما هو غريب عنها كالشرك وجحد الصفات الإلهية وتأويلها ورد الأحاديث الصحيحة لتعلقها بالعقيدة ونحوها.

الثاني: تصفية الفقه الإسلامي من الاجتهادات الخاطئة المخالفة للكتاب والسنة وتحرير العقول من آصار التقليد وظلمات التعصب.

الثالث: تصفية كتب التفسير والفقه والرقائق وغيرها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات والمنكرات. وأما الواجب الآخر: فأريد به تربية الجيل الناشئ على هذا الإسلام المصفى من كل ما ذكرنا تربية إسلامية صحيحة منذ نعومة أظفاره دون أي تأثر بالتربية الغربية الكافرة. ومما لا ريب فيه أن تحقيق هذين الواجبين يتطلب جهودا جبارة مخلصة بين المسلمين كافة: جماعات وأفرادا من الذين يهمهم حقا إقامة المجتمع الإسلامي المنشود كل في مجاله واختصاصه »

[الألباني «فقه الواقع» (19)]

دواعي طلب العلم

«ولا شك أن طلب العلم من أفضل الأعمال، بل هو من الجهاد في سبيل الله، ولا سيما في وقتنا هذا حين بدأت البدع تظهر في المجتمع الإسلامي وتنتشر وتكثر، وبدأ الجهل الكثير ممن يتطلع إلى الإفتاء بغير علم، وبدأ الجدل من كثير من الناس. فهذه ثلاثة أمور كلها تُحتم على الشباب أن يحرص على طلب العلم: أولا: بدع بدأت تظهر شرورها. ثانيًا: أناس يتطلعون إلى الإفتاء بغير علم. ثالثًا: جدل كثير في مسائل قد تكون واضحة لأهل العلم لكن يأتي من يجادل فيها بغير علم. فمن أجل ذلك فنحن في ضرورة إلى أهل علم عندهم رسوخ وسعة اطلاع، وعندهم فقه في دين الله، وعندهم حكمة في توجيه عباد الله؛ لأن كثيرًا من الناس الآن يحصلون على علم نظري في مسألة من المسائل ولا يهمهم النظر إلى إصلاح الخلق وإلى تربيتهم، وأنهم إذا أفتوا بكذا وكذا صار وسيلة إلى شر أكبر لا يعلم مداه إلا الله »

[ابن عثيمين «كتاب العلم» 18]

أصدق فهم للإسلام

«القرآن هو كتاب الإسلام، السنَّة القولية والفعلية -الصحيحة- تفسيرٌ وبيانٌ للقرآن، سلوك السلف الصالح -الصحابة والتابعين وأتباع التابعين- تطبيقٌ صحيحٌ لهدي الإسلام، فُهُومُ أئمَّة السلف الصالح أصدق الفهوم لحقائق الإسلام ونصوص الكتاب والسنَّة»

[«آثار ابن باديس» (٣/ ١٣٢)]

منهج الإمام مالك –رحمه الله–

«كلام مالكٍ في ذمِّ المبتدعة وهجرِهم وعقوبتهم كثيرٌ، ومِن أعظمهم عنده الجهميةُ الذين يقولون: إنَّ الله ليس فوق العرش، وإنَّ الله لم يتكلَّم بالقرآن كلِّه، وإنه لا يُرى كما وردت به السنَّة، وينفون نحو ذلك مِن الصفات، ثمَّ إنَّه كثيرٌ في المتأخِّرين مِن أصحابه مَن يُنكر هذه الأمورَ كما يُنكرها فروعُ الجهمية، ويجعل ذلك هو السنَّةَ ويجعل القولَ الذي يخالفها -وهو قولُ مالكٍ وسائرِ أئمَّة السنَّة- هو البدعةَ، ثمَّ إنه مع ذلك يعتقد في أهل البدعة ما قاله مالكٌ، فبدَّل هؤلاء الدينَ فصَاروا يطعنون في أهل السنَّة».

[ابن تيمية «الاستقامة» (1/13)]

ذم علم الكلام

«مُحالٌ أن يُظَنَّ بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه علَّم أمَّتَه الاستنجاءَ ولم يعلِّمْهم التوحيدَ».

[الإمام مالك «ذمُّ الكلام» للرازي (250) ]

أهل البدع ساقطون عن رتبة الإمامة

«الذين يقتدي بهم الناس مِن بعدهم هم الذين كانوا يقتدُون بسلفهم الصالح من قبلهم، فالذين أحدثوا في الدين ما لم يعرفه السلف الصالح لم يقتدوا بمن قبلهم فليسوا أهلاً لأن يقتدي بهم مَن بعدهم، فكل من اخترع وابتدع في الدين ما لم يعرفه السلف الصالح فهو ساقط عن رتبة الإمامة فيه».

[ابن باديس «الآثار» (1/496)]

 

أصول العلم النافع

«والعلم النافع يرجع إلى أمور ثلاثة ليس لها رابع، أولها: العلم بأسماء الله عز وجل وصفاته وأفعاله، فذلك هو أصل كلّ علم وأساسه وهو علم الصول والفقه الأكبر، والثاني: العلم بأحكامه سبحانه وشرائع دينه من كلّ ما أمر به أو نهى عنه، وذلك هو علم الفروع، والثالث: العلم بشئون المعاد التي أخبر عنها الله ورسوله من البعث والنشور، والحساب والجزاء، والصراط والميزان، والجنة والنار، وغير ذلك مما ورد الكتاب والسنة بتفصيله، وهذه العلوم الثلاثة موجودة كلّها في القرآن والسنة بأتم بيان وأوضح برهان».

[محمد بن خليل هراس «شرح القصيدة النونية» (2/259)]

 

العلم النافع

«فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها، والتقيد في ذلل بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث، وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام والزهد والرقائق والمعارف وغير ذلك، والاجتهاد عَلَى تمييز صحيحه من سقيمه أولاً، ثم الاجتهاد عَلَى الوقوف عَلَى معانيه وتفهمه ثانيًا، وفي ذلك كفاية لمن عقل، وشغل لمن بالعلم النافع عني واشتغل».

[ابن رجب «بيان فضل علم السلف على الخلف» (6)]

 

وسطية أهل السنة

«وأحب أن أوضح هنا - تأكيداً لما ذكرت هناك- أن السلف يفهمون معاني الصفات العامة ويفوضون الكيفية فقط، فليسوا بالمؤولين المحرفين وليسوا بالمشبهين المجسمين ولا بالمفوضين الجاهلين. ولا الواقفين الحائرين، بل هم أصحاب فهم صحيح وفقه دقيق، إذ هم وسط بين هذه النحل المختلفة. ومنهجهم لبن خالص يخرج من بين فرث التشبيه ودم التعطيل، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم».

[«الصفات الإلهية» لمحمد أمان الجامي (365)]

 

أهل البدع ليسوا علماء

«أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أنّ أهل الكلام أهلُ بدعٍ وزيغٍ، ولا يُعدون عند الجميع في طبقات الفقهاء، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم».

[«جامع بيان العلم» لابن عبد البر (2/942)]

 

 

عدل السلف

«الواجب ـ عند خبر الفاسقِ ـ التثبُّتُ والتبيُّنُ، فإن دلَّتِ الدلائلُ والقرائن على صدقه عُمِل به وصُدِّق، وإن دلَّتْ على كَذِبِه كُذِّب ولم يُعْمَل به، ففيه دليلٌ على أنَّ خبر الصادق مقبولٌ، وخبرَ الكاذب مردودٌ، وخبرَ الفاسق متوقَّفٌ فيه كما ذَكَرْنا؛ ولهذا كان السلفُ يقبلون رواياتِ كثيرٍ مِن الخوارج المعروفين بالصدق ولو كانوا فُسَّاقًا».

[«تيسير الكريم» للسعدي (٩٤٣)]

 



خير الأمورِ السالفاتُ على الهدى

«وعند هذا تعلم أنَّ خير الأمور السالفاتُ على الهدى، وشرَّ الأمور المحدثاتُ البدائعُ، وأنَّ الحقَّ الذي لا شكَّ فيه ولا شبهة، هو ما كان عليه خيرُ القرون، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، وقد كانوا ـ رحمهم الله، وأرشدنا إلى الاقتداء بهم والاهتداء بهديهم ـ يُمرُّون أدلَّةَ الصفاتِ على ظاهرها، ولا يتكلَّفون عِلْمَ ما لا يعلمون، ولا يحرِّفون ولا يؤوِّلون».

[«الفتح الربَّاني» للشوكاني (١/ ٢٥٥)]

 



الإسلام مبنيٌّ على التوحيد والاتِّباع

«والإسلامُ هو توحيدُ اللهِ وعبادتُه وحدَه لا شريكَ له، والإيمانُ بالله وبرسولِه واتِّباعُه فيما جاء به، فما لم يأتِ العبدُ بهذا فليس بمسلمٍ وإن لم يكن كافرًا معاندًا فهو كافرٌ جاهلٌ».

[«طريق الهجرتين» لابن القيِّم (٤١١)]

 



منقبة علماء هذه الأمَّة

«كلُّ أمَّةٍ قبل مبعث محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم علماؤُها شرارُها، إلَّا المسلمين، فإنَّ علماءهم خيارُهم، فإنهم خلفاءُ الرسول مِن أمَّته، والمُحْيُون لِمَا مات مِن سنَّته، فَبِهم قام الكتابُ وبه قاموا، وبهم نطق الكتابُ وبه نطقوا، وكلُّهم متَّفقون اتِّفاقًا يقينًا على وجوب اتِّباع الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، ولكنْ إذا وُجِد لواحدٍ منهم قولٌ قد جاء حديثٌُ صحيحٌ بخلافه فلا بدَّ له في تركه مِن عذرٍ...».

[«شرح العقيدة الطحاوية» (٢/ ٧٤٠ ـ ٧٤١)]

 



فساد العلم وفساد الإرادة

قال ابن القيِّم ـ رحمه الله ـ: «وأمَّا العلم فآفته عدمُ مطابقته لمراد الله الدينيِّ الذي يحبُّه الله ويرضاه وذلك يكون مِن فساد العلم تارةً، ومن فساد الإرادة تارةً:

ففسادُه من جهة العلم أن يعتقد أنَّ هذا مشروعٌ ومحبوبٌ لله وليس كذلك، أو يعتقد أنه يقرِّبه إلى الله وإن لم يكن مشروعًا، فيظنُّ أنه يتقرَّب إلى الله بهذا العمل وإن لم يعلم أنه مشروعٌ.

وأمَّا فساده من جهة القصد فأن لا يقصد به وجهَ الله والدارَ الآخرة، بل يقصد به الدنيا والخَلْق. وهاتان الآفتان في العلم والعمل لا سبيل إلى السلامة منهما إلَّا بمعرفة ما جاء به الرسول في باب العلم والمعرفة، وإرادة وجه الله والدار الآخرة في باب القصد والإرادة، فمتى خلا من هذه المعرفة وهذه الإرادة فسد علمُه وعمله».

[«الفوائد» لابن القيِّم (٨٥)]

 



ليس في الشريعة قشور

«لا يجوز التعبير عن الشريعة بأنها قشرٌ مع كثرة ما فيها مِن المنافع والخيور، وكيف يكون الأمر بالطاعة والإيمان قشرًا؟ وأنَّ العلم الملقَّب بعلم الحقيقة جزءٌ من أجزاء علم الشريعة، ولا يُطلِق مثلَ هذه الألقابِ إلَّا غبيٌّ شقيٌّ قليل الأدب، ولو قيل لأحدهم: «إنَّ كلام شيخك قشورٌ» لأنكر ذلك غايةَ الإنكار، ويُطلِق لفظَ القشور على الشريعة، وليست الشريعةُ إلَّا كتابَ الله وسنَّةَ رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، فيُعزَّر هذا الجاهل تعزيرًا يليق بمثل هذا الذنب».

[«فتاوى العزِّ بن عبد السلام» (٧١ ـ ٧٢)]

 



كمال الدين الإسلامي

«هذه أكبرُ نِعَم الله تعالى على هذه الأمَّة حيث أكمل تعالى لهم دينَهم فلا يحتاجون إلى دينٍ غيره، ولا إلى نبيٍّ غيرِ نبيِّهم صلواتُ الله وسلامُه عليه؛ ولهذا جَعَله اللهُ خاتَمَ الأنبياء، وبَعَثه إلى الإنس والجنِّ، فلا حلال إلَّا ما أحلَّه، ولا حرام إلَّا ما حرَّمه، ولا دينَ إلَّا ما شَرَعه، وكلُّ شيءٍ أخبر به فهو حقٌّ وصدقٌ لا كَذِبَ فيه ولا خُلْفَ، كما قال تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا[الأنعام: ١١٥] أي: صدقًا في الأخبار وعدلًا في الأوامر والنواهي، فلمَّا أكمل الدينَ لهم تمَّت النعمةُ عليهم؛ ولهذا قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا[المائدة: ٣] أي: فارْضَوْه أنتم لأَنْفُسكم، فإنه الدِّينُ الذي أحبَّه اللهُ ورَضِيَه وبَعَث به أَفْضَلَ الرسل الكرام، وأنزل به أَشْرَفَ كُتُبه».

[«تفسير ابن كثير» (٢/ ١٢)]

 



من فارق الدليل ضلَّ عن سواء السبيل

«ومَن أحالك على غيرِ «أخبرنا» و«حدَّثنا» فقد أحالك: إمَّا على خيالٍ صوفيٍّ، أو قياسٍ فلسفيٍّ، أو رأيٍ نفسيٍّ. فليس بعد القرآن و«أخبرنا» و«حدَّثنا» إلَّا شبهاتُ المتكلِّمين، وآراءُ المنحرفين، وخيالاتُ المتصوِّفين، وقياسُ المتفلسفين. ومَن فارق الدليلَ ضلَّ عن سواء السبيل، ولا دليل إلى الله والجنَّة سوى الكتاب والسنَّة. وكلُّ طريقٍ لم يصحبها دليلُ القرآن والسنَّة فهي مِن طرق الجحيم والشيطان الرجيم».

[«مدارج السالكين» ابن القيِّم (٢/ ٤٣٩)]

 



الاتِّعاظ بالقرآن

«ومَن تدبَّر كلامَه عرف الربَّ عزَّ وجلَّ، وعَرَفَ عظيمَ سلطانه وقدرتِه، وعظيمَ تفضُّله على المؤمنين، وعَرَف ما عليه مِن فرض عبادته، فألزم نَفْسَه الواجبَ، فحَذِر ممَّا حذَّره مولاه الكريم، فرَغِب فيما رغَّبه، ومَن كانت هذه صفتَه عند تلاوته للقرآن وعند استماعه مِن غيره كان القرآنُ له شفاءً فاستغنى بلا مالٍ، وعَزَّ بلا عشيرةٍ، وأَنِسَ ممَّا يستوحش منه غيرُه، وكان همُّه عند التلاوة للسورة إذا افتتحها: «متى أتَّعظُ بما أتلو؟»، ولم يكن مرادُه: «متى أختم السورةَ؟»، وإنما مراده: «متى أَعْقِلُ عن الله الخطابَ؟ متى أزدجِرُ؟ متى أعتبر؟»، لأنَّ تلاوة القرآن عبادةٌ لا تكون بغفلةٍ، واللهُ الموفِّق لذلك».

[«أخلاق حَمَلة القرآن» الآجرِّي (١٠)]

 



تصحيح الأحاديث بالمعنى دون الإسناد

«لو فُتح باب تصحيح الأحاديث مِن حيث المعنى دون التفاتٍ إلى الأسانيد لَاندسَّ كثيرٌ مِن الباطل على الشرع، ولقال الناس على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ما لم يقل، ثمَّ تبوَّءوا مقعدَهم مِن النار والعياذ بالله تعالى ».

[«السلسلة الضعيفة» للألباني (٤/ ٣٧)]

 



وصيَّةٌ لطلبة العلم

«اتَّقوا الله، ارحموا عبادَ الله، اخدُموا العلمَ بتعلُّمه ونشرِه، وتحمَّلوا كلَّ بلاءٍ ومشقَّةٍ في سبيله، وليَهُنْ عليكم كلُّ عزيزٍ ولْتَهُنْ عليكم أرواحُكم مِن أجله، أمَّا الأمور الحكومية وما يتَّصل بها فدَعُوها لأهلها، وإيَّاكم أن تتعرَّضوا لها بشيءٍ».

[ابن باديس «الآثار» (٣/ ٢٢٣)]

 



أساليب أهل البدع

«ومقالة أهل البدع لم تظهر إلَّا بسلطانٍ قاهرٍ، أو بشيطانٍ معاندٍ فاجرٍ، يُضلُّ الناسَ خفيًّا ببدعته، أو يقهر ذاك بسيفه وسوطه، أو يستميل قلبَه بماله ليُضِلَّه عن سبيل الله؛ حميَّةً لبدعته وذبًّا عن ضلالته؛ ليردَّ المسلمين على أعقابهم، ويفتنهم عن أديانهم بعد أن استجابوا لله وللرسول طوعًا وكرهًا».

[«شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة والجماعة» للالكائي (١/ ١٥)]

 



كثرة الكلام لا تدلُّ على العلم

«وقد فُتن كثيرٌ مِن المتأخِّرين بهذا فظنُّوا أنَّ مَن كثر كلامُه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلمُ ممَّن ليس كذلك، وهذا جهلٌ محضٌ، وانظر إلى أكابر الصحابة وعلمائهم كأبي بكرٍ وعمر وعليٍّ ومعاذٍ وابن مسعودٍ وزيد بن ثابتٍ كيف كانوا؟ كلامهم أقلُّ مِن كلام ابن عبَّاسٍ وهم أعلمُ منه، وكذلك كلام التابعين أكثرُ مِن كلام الصحابة والصحابةُ أعلمُ منهم، وكذلك تابِعو التابعين كلامُهم أكثرُ مِن كلام التابعين والتابعون أعلمُ منهم، فليس العلم بكثرة الرواية ولا بكثرة المقال، ولكنَّه نورٌ يقذف في القلب يفهم به العبد الحقَّ ويميِّز به بينه وبين الباطل، ويعبِّر عن ذلك بعباراتٍ وجيزةٍ محصِّلةٍ للمقاصد».

[«فضل علم السلف على الخلف» لابن رجب (٥)]