في صِفَةِ المَعِيَّةِ للهِ تَعالى | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
Skip to Content
الثلاثاء 14 شوال 1445 هـ الموافق لـ 23 أبريل 2024 م

الفتوى رقم: ١٣٢١

الصنف: فتاوى العقيدة - التوحيد وما يُضادُّه - الأسماء والصفات

في صِفَةِ المَعِيَّةِ للهِ تَعالى

السؤال:

لم يتَّضِح لي ما أَشكلَ مِنْ مسألةِ المعيَّة: أهي حقيقيَّةٌ تجري على ظاهرها أم هي ذاتيَّةٌ أم هي كنايةٌ فعليَّةٌ في قوله سبحانه: ﴿وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ‌ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ٤[الحديد]، وفي غيرها مِنَ الآيات؛ فهل يُمكنُ توضيحُ المسألةِ ؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فمُعتقَدُ أهلِ السُّنَّة والجماعة: أنَّ اللهَ مع خَلْقِه أينما كانوا، وأنَّه سبحانه فوق سماواته، مُستوٍ على عرشه، بائنٌ مِنْ خَلْقه، قريبٌ في عُلُوِّه، عالٍ في دُنُوِّه قولًا واحدًا؛ قال ابنُ تيميَّة ـ رحمه الله ـ: «وقد دخَلَ فيما ذكَرْناه مِنَ الإيمان بالله: الإيمانُ بما أَخبرَ اللهُ به في كتابه، وتَواترَ عن رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأَجمعَ عليه سلفُ الأمَّة: مِنْ أنه سبحانه فوق سماواته على عرشه، عليٌّ على خَلْقه، وهو سبحانه معهم أينما كانوا: يعلم ما هم عامِلون»(١).

والمَعِيَّةُ على ظاهرها، وهي مَعِيَّةٌ حقيقيَّةٌ في معناها الصحيح كما تَليقُ بالله تعالى، وهو ما ذهَبَ إليه ابنُ تيميَّة وغيرُه؛ ومُعظَمُ عباراتِ السَّلف عنها: أنَّ المعيَّةَ هي كنايةٌ عن العلم وغيرِه مِنْ معاني الربوبيَّة العامَّةِ، أو عن النصر والتَّأييد أو غيرِه مِنْ معاني الربوبيَّة الخاصَّةِ حسَبَ السياق الذي تأتي فيه، ويدلُّ عليه سياقُ قولِه تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ‌ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ وَلَا خَمۡسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمۡ وَلَآ أَدۡنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمۡ أَيۡنَ مَا كَانُواْ‌ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ ٧[المجادلة]، وهذا القولُ وإِنْ كان مُناسِبًا للسِّياق؛ حيث إنَّ الآيةَ ابتُدِئَتْ بالعلم وخُتِمَتْ به إلَّا أنه تفسيرٌ باللازم، والأَوْلى تفسيرُها على ظاهرها، إذ لا منافاةَ بين العُلُوِّ والمَعِيَّة في حقِّ المخلوق فضلًا عن الخالق.

ولا يخفى أنَّه إذا كان الجمعُ بين العُلُوِّ والمَعِيَّةِ ممكنًا جائزًا في حقِّ المخلوقِ، مِثل: القمر وسائر الكواكب: فهي موضوعةٌ في السماء، وهي ـ في ذات الوقت ـ مع أهل الأرض أينما كانوا، فيجوز اجتماعُهما في حقِّ الخالق مِنْ بابٍ أَوْلى، ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ[النحل: ٦٠]، لذلك جمَعَ اللهُ تعالى بين ذِكرِ عُلُوِّه واستوائه على عرشه الذي هو أعلى مِنْ سماواته وبين كونِه معنا في سياقِ إحاطته بخَلْقه علمًا في قوله: ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ‌ۖ يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَا‌ۖ وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ‌ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ٤[الحديد]، ولو سُلِّم ـ جدلًا ـ تعذُّرُ اجتماعِ العُلُوِّ والمَعِيَّة في حقِّ المخلوق فلا يتعذَّر ذلك في حقِّ الخالق لانتفاء الإلحاق القياسيِّ بينهما في الصِّفات، ولظهورِ الفرق جليًّا بين الخالق والمخلوق(٢)، ولأنه سبحانه ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞ‌ۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ١١[الشورى]، ويدلُّ على حصول التباين بينهما قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم في سفره: «اللهم أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ»(٣)، فحصَلَ الجمعُ بين الصُّحبة له في السفر والخلافةِ له في الأهل في آنٍ واحدٍ، وهذا الجمعُ بينهما مستحيلٌ في حقِّ المخلوق؛ وعليه، فلا منافاةَ بين المَعِيَّةِ وبين العُلُوِّ أو الفوقيَّة، وهو قريبٌ في عُلُوِّه، عالٍ في دُنُوِّه؛ لأنَّ المَعِيَّةَ ليس معناها الاختلاطَ والامتزاجَ والمداخلةَ والمجاورةَ الحِسِّيَّةَ ولا تقتضيها، ويختلف معناها بحسب السِّياق والمَقام كما سيأتي في كلامِ ابنِ القيِّم رحمه الله؛ بل المرادُ بالمَعِيَّةِ في لغة العرب: مُطلَقُ المصاحبة، وأمَّا العُلُوُّ فهو مِنْ صفات الله الذاتيَّةِ اللازمة له التي لا تنفكُّ عنه أبدًا.

قال ابنُ تيميَّة ـ رحمه الله ـ: «وليس معنَى قولِه: ﴿وَهُوَ مَعَكُمۡ[الحديد: ٤] أنه مُختلِطٌ بالخَلْق، فإنَّ هذا لا تُوجِبُه اللُّغةُ، وهو خلافُ ما أَجمعَ عليه سلفُ الأمَّة، وخلافُ ما فطَرَ اللهُ عليه الخَلْقَ، بل القمرُ آيةٌ مِنْ آياتِ الله مِنْ أصغرِ مخلوقاته، وهو موضوعٌ في السماء، وهو مع المسافرِ وغيرِ المسافر أينما كان، وهو سبحانه فوق عرشِه رقيبٌ على خَلْقه مُهيمِنٌ عليهم مُطَّلِعٌ عليهم، إلى غيرِ ذلك مِنْ مَعاني ربوبيَّتِه.

وكُلُّ هذا الكلامِ الذي ذكَرَه اللهُ ـ مِنْ أنَّه فوق العرش وأنَّه معنا ـ حقٌّ على حقيقته، لا يحتاج إلى تحريفٍ.

ولكِنْ يُصانُ عن الظُّنون الكاذبة مِثلَ أَنْ يُظَنَّ أنَّ ظاهِرَ قولِه: ﴿فِي ٱلسَّمَآءِ[المُلْك: ١٦، ١٧]: أنَّ السماءَ تُقِلُّه أو تُظِلُّه؛ وهذا باطلٌ بإجماعِ أهل العلم والإيمان؛ فإنَّ الله قد ﴿وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ[البقرة: ٢٥٥]، وهو الذي ﴿يُمۡسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَا[فاطر: ٤١]، ﴿وَيُمۡسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦٓ[الحج: ٦٥]، ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ بِأَمۡرِهِۦ[الروم: ٢٥]»(٤) .

هذا، وأمَّا الآيةُ المذكورةُ في السؤالِ فقَدْ تضمَّنت إثباتَ صفةِ المعيَّةِ لله تعالى، وهي على نوعين:

ـ مَعِيَّةٌ عامَّةٌ: وهي شاملةٌ لجميع المخلوقات، وهي معيَّةٌ تقتضي العِلمَ والتَّصريفَ والتَّدبيرَ والخَلقَ والتَّأثيرَ، أي: أنَّها تستلزم أنَّ اللهَ تعالى محيطٌ بجميعِ خَلْقِه علمًا وسمعًا وقدرةً وقهرًا وهيمنةً وسلطانًا وما يتبع ذلك مِنْ معاني الربوبيَّة العامَّة، فهو سبحانه ـ مع كونه فوق عرشه ـ لا يغيب عنه شيءٌ مِنَ العالَمَيْن: العلويِّ والسفليِّ، ولا يُعجِزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، والآيةُ المذكورة: ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ‌ۖ يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَا‌ۖ وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ‌ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ٤[الحديد] هي مِنْ مَعِيَّة الله العامَّةِ، وورَدَ في هذا النَّوعِ آياتٌ أخرى ـ أيضًا ـ تدلُّ عليه، علمًا أنَّ المَعِيَّةَ العامَّةَ هي مَعِيَّةٌ كُلِّيَّةٌ مُطلَقةٌ لا يتخلَّف عنها شيءٌ مِنْ أقدارِ العبادِ ولا أقدارِ أيِّ مخلوقٍ، فكُلُّها داخلةٌ في المَعِيَّة العامَّةِ بعِلمه ونحوِ ذلك مِنْ مُقتضَيَاتِ ربوبيَّتِه العامَّة، كقوله تعالى: ﴿يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمۡ إِذۡ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرۡضَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ‌ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطًا ١٠٨[النساء]، وقوله: ﴿وَلَهُمۡ عَلَيَّ ذَنۢبٞ فَأَخَافُ أَن يَقۡتُلُونِ ١٤ قَالَ كَلَّا‌ۖ فَٱذۡهَبَا بِـَٔايَٰتِنَآ‌ۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسۡتَمِعُونَ ١٥[الشُّعَراء].

ـ معيَّةٌ خاصَّةٌ: وهي تتضمَّن ما في المعيَّةِ العامَّةِ مِنَ العِلمِِ والإحاطةِ وغيرِها مِنَ المعاني السابقة، وتزيد عليها مِنْ مُقتضَيَاتِ ربوبيَّةِ الله ورحمَتِه الخاصَّةِ لأوليائه وأهلِ طاعته الذين استشعروا مَعِيَّةَ اللهِ العامَّةَ فراقبوا جوارِحَهم فكَفُّوها عن محارمِه وأحسنوا في عبادته، فاستحقوا بذلك مَعِيَّتَه الخاصَّة، وهذه الزيادةُ تتمثَّل في النُّصرة والعطف والتَّأييدِ والإحاطةِ والعِنايةِ والحفظِ والمحبَّةِ والتَّوفيقِ والتَّسديدِ والإلهامِ وما إلى ذلك مِنْ لوازم الربوبيَّة والرحمةِ الخاصَّة، وهي تختصُّ بأهلِ طاعة الله وعبادِه المؤمنين: مِنْ رُسُلِه وأوليائه وخواصِّ خَلْقه.

هذا، وقد قسَمَ بعضُ أهلِ العلمِ المَعِيَّةَ الخاصَّةَ ـ حسَبَ مجيئها في النصوص ـ إلى قسمين:

· معيَّةٌ خاصَّةٌ مقيَّدةٌ بوصفٍ، وهي مِثلُ قولِه: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ ١٢٨[النحل]، وقولِه تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَا‌ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٦٩[العنكبوت]، فالمَعِيَّةُ هي لأصحاب الأوصاف التي في الآيات وهي: التَّقوى والإحسانُ والمجاهدةُ في ذات الله، وهي تَشمَل جميعَ المُتَّقِين والمُحسِنين والمجاهدين لأنفُسِهم وأهوائهم وشياطينهم وأعدائهم في كُلِّ زمانٍ ومكانٍ، ومثلُه قولُه تعالى ـ أيضًا ـ: ﴿يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ ١٥٣[البقرة]، وقولُه: ﴿كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ‌ۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٢٤٩[البقرة]، وقولُه تعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡ‌ۖ وَٱصۡبِرُوٓاْ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٤٦[الأنفال]، وقولُه: ﴿ٱلۡـَٰٔنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمۡ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمۡ ضَعۡفٗا‌ۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ صَابِرَةٞ يَغۡلِبُواْ مِاْئَتَيۡنِ‌ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمۡ أَلۡفٞ يَغۡلِبُوٓاْ أَلۡفَيۡنِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ‌ۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٦٦[الأنفال]، والصبر: وصفٌ يَشمَل جميعَ الصابرين على أوامر الله وعن معاصيه وعلى الأقدار المؤلمة وعن التسخُّط عليها.

· ومعيَّةٌ خاصَّةٌ مقيَّدةٌ بشخصٍ أو أشخاصٍ، وهي مِثلُ قولِ الله تعالى: ﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا‌[التوبة: ٤٠]، قال ذلك النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لصاحبِه أبي بكرٍ رضي الله عنه: «مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا»، ومعناها: أنَّ الله مع نبيِّه وصاحبِ نبيِّه ناصرٌ لهما ومانعٌ لهما مِنْ دون الكُفَّار الذين أحاطوا بالغار؛ وكقوله تعالى لموسى وهارون عليهما السلامُ لمَّا: ﴿قَالَ لَا تَخَافَآ‌ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسۡمَعُ وَأَرَىٰ ٤٦[طه]، فهو مع موسى وهارون دون فرعونَ وقومِه وإِنْ كان سبحانه يرى ويسمع ما يجري بين الفريقين، وقولِه تعالى: ﴿فَلَمَّا تَرَٰٓءَا ٱلۡجَمۡعَانِ قَالَ أَصۡحَٰبُ مُوسَىٰٓ إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ ٦١ قَالَ كَلَّآ‌ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ ٦٢[الشُّعَراء]، وقال عن أنبيائه عليهم السلامُ: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥ‌ۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِي‌ۖ قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَا‌ۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ ٨١[آل عمران]، وقال عن الملائكة: ﴿إِذۡ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ‌ۚ سَأُلۡقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ فَٱضۡرِبُواْ فَوۡقَ ٱلۡأَعۡنَاقِ وَٱضۡرِبُواْ مِنۡهُمۡ كُلَّ بَنَانٖ ١٢[الأنفال].

وكِلَا نوعَيِ المَعِيَّةِ الخاصَّةِ يستلزم مَعانِيَ الربوبيَّةِ والرحمةِ الخاصَّة مِنَ النُّصرةِ والتَّأيِيدِ والحِفظِ والتَّسديدِ وغيرها فضلًا عن معاني المَعِيَّة العامَّة مِنْ مُقتضَيَات الربوبيَّة العامَّة.

هذا، ويجدر التنبيهُ إلى أنَّ المعيَّةَ الخاصَّةَ تتفاضلُ بتفاضلِ الأوصافِ مِنَ: التَّقوى، والإحسانِ، والصَّبرِ وغيرها، لِمَا تَقرَّر في قواعد التفسير أنَّ «الحكم المعلَّق على وصفٍ يزيد بزيادته وينقص بنقصانه ويعدم بعدمه»، هذا مِنْ جهةٍ، ومِنْ جهةٍ أخرى قد يُقتصَر في المعيَّةِ الخاصَّةِ على معيَّةِ الوصفِ فقط، لأنَّها الأصلُ في المعيَّةِ الخاصَّةِ، أمَّا المعيَّةُ المُقيَّدةُ بشخصٍ فهي ـ في الحقيقة ـ ناتجةٌ عن معيَّةِ الوصف، وهما بمعنًى واحدٍ.

ـ وأمَّا جزئيَّةُ السؤال: هل المَعِيَّةُ حقيقيَّةٌ بذاته؟

ففي حدود علمي أنَّ عبارةَ «المَعِيَّةِ الذاتيَّة أو مَعَنا بذاتهِ» لم يُطلِقْها أحَدٌ مِنَ السلف ولا كبارِ أهل السُّنَّة، إنَّما الذي وقَعَ عند بعض عُلَماءِ السُّنَّةِ إطلاقُهم بأنَّها «مَعِيَّةٌ حقيقيَّةٌ»، وليس معناها أنها حقيقيَّةٌ بذاته، وإنَّما قالوا ذلك لنفيِ طريقةِ أهل الكلام الذين يُقرِّرون بأنها مَعِيَّةٌ مجازيَّةٌ بغرضِ نفيِها أو تأويلِها حسَبَ مذاهبِهم ونِحَلِهم، وذهَبَ بعضُ أهلِ السُّنَّة المعاصرين كابن العثيمين ـ رحمه الله ـ إلى أنَّ في المسألة تفصيلًا كالآتي، حيث قال: «ـ أمَّا المَعِيَّةُ العامَّةُ فهي [أي: صفةٌ] ذاتيَّةٌ، لأنَّ الله لم يَزَلْ ولا يزالُ محيطًا بالخَلْق علمًا وقدرةً وسلطانًا وغيرَ ذلك مِنْ معاني ربوبيَّتِه.

ـ وأمَّا المَعِيَّةُ الخاصَّة، فهي صفةٌ فعليَّةٌ، لأنها تابعةٌ لمشيئة الله، وكُلُّ صفةٍ مقرونةٍ بسببٍ هي مِنَ الصفات الفعليَّة»(٥).

ويجدر التنبيهُ أنَّ الشيخ ابنَ عثيمين ـ رحمه الله وأعلى مَقامَه ـ قد نبَّه على هذا الخطإِ الذي صدَرَ منه في وصفِ المَعِيَّةِ بأنها ذاتيَّةٌ أو بِذَاته، وإِنْ كان قصدُه بذلك تحقيقَ إثباتِها في مقابلةِ قولِ مَنْ وصَفَها بالمَجاز مِنْ أهل الكلام، فإنَّ معناها وإِنْ لم يقصده الشيخُ كما يظهر مِنْ تمامِ كلامه: أنَّ الله بِذاتِه مع خَلْقه غيرُ مباينٍ لهم، وهذا باطلٌ، وهي غيرُ ما قصَدَه هنا في كلامه الماضي مِنْ كونها صفةَ ذاتٍ في مقابلةِ صفة الفعل، فقال في «القواعد المُثلى»: «اعْلَمْ ـ أيُّها القارئُ الكريم ـ أنه صدَرَ منِّي كتابةٌ لبعضِ الطلبة، تتضمَّن ما قُلتُه في بعض المجالس في مَعِيَّةِ الله تعالى لخَلْقِه، وذكرتُ فيها: أنَّ عقيدتَنا: أنَّ لله تعالى مَعِيَّةً حقيقيَّةً ذاتيَّةً تليق به، وتقتضي إحاطتَه بكُلِّ شيءٍ علمًا وقدرةً وسمعًا وبصرًا وسلطانًا وتدبيرًا، وأنه سبحانه مُنزَّهٌ أَنْ يكون مختلطًا بالخَلْق أو حالًّا في أَمكِنَتِهم، بل هو العليُّ بِذاتِه وصِفاتِه، وعُلوُّه مِنْ صِفاتِه الذاتيَّة التي لا ينفكُّ عنها، وأنه مُستوٍ على عرشه كما يليق بجلاله، وأنَّ ذلك لا يُنافي مَعِيَّتَه، لأنه تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞ‌ۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ١١[الشورى].

وأردتُ بقولي: (ذاتيَّة) توكيدَ حقيقةِ مَعِيَّتِه تَباركَ وتعالى.

وما أردتُ أنه مع خَلْقه سبحانه في الأرض.

كيف وقد قلتُ في نفسِ هذه الكتابةِ كما ترى: أنه سبحانه مُنزَّهٌ أَنْ يكون مختلطًا بالخَلْق أو حالًّا في أَمكِنَتِهم، وأنه العليُّ بِذاتِه وصِفَاتِه، وأنَّ عُلُوَّه مِنْ صفاته الذاتيَّة التي لا ينفكُّ عنها؟! وقلتُ فيها ـ أيضًا ـ ما نصُّه بالحرف الواحد: «ونرى أنَّ مَنْ زعَمَ أنَّ الله بِذاتِه في كُلِّ مكانٍ فهو كافرٌ أو ضالٌّ إِنِ اعتقده، وكاذبٌ إِنْ نسَبَه إلى غيره مِنْ سلفِ الأُمَّة أو أئمَّتِها» اهـ»(٦).

فالحاصل أنَّ «المَعِيَّةِ الذاتيَّة أو مَعَنا بذاتهِ» خطأٌ، لأنَّ معناها ـ ولو لم يَقصِده القائلُ ـ أنَّ الله مع خَلْقه بِذاتِه مُخالطٌ لهم ومُماسٌّ، فيقبح مِثلُ هذا الإطلاقِ بالقول لأنه مُنافٍ لعُلُوِّ اللهِ تعالى، وأنَّ العبارة الصحيحةَ أَنْ يقال: إنَّ مَعِيَّةَ الله حقيقيَّةٌ في معناها الصحيحِ كما تَليقُ بالله تعالى لا مَجازٌ، وأنَّ اللهَ عليٌّ بِذاتِه وصِفَاتِه لم يَزَل ولا يزال محيطًا بالخَلْق علمًا وسمعًا وبصرًا وقدرةً وسلطانًا وقهرًا وهيمنةً وغيرها مِنْ معاني الربوبيَّة العامَّة، وهو مع أوليائه بمَعِيَّتِه الخاصَّةِ بالنَّصر والتَّأييد والهدايةِ والتَّسديدِ، مع امتناعِ الاختلاطِ والامتزاجِ والمداخلةِ والمجاورةِ الحِسِّيَّةِ في الأرض، لأنَّ العُلُوَّ مِنْ صفات الله الذاتيَّة اللازمة له سبحانه.

وضِمنَ هذا المعنى وتجليةً لهذه المسألة، أحببتُ أَنْ أختم بكلامٍ نفيسٍ لابنِ القيِّم رحمه الله حيث قال: «ليس ظاهرُ اللفظِ ولا حقيقتُه أنه سبحانه مُختلِطٌ بالمخلوقات ممتزجٌ بها، ولا تدلُّ لفظةُ (مع) على هذا بوجهٍ مِنَ الوجوه فضلًا أَنْ يكون هو حقيقةَ اللفظ وموضوعَه، فإنَّ (مع) في كلامهم لِصُحبَتِه اللائقة، وهي تختلف باختلافِ مُتعلّقاتها ومصحوبها، فكونُ نفسِ الإنسان معه لونٌ، وكونُ عِلمِه وقُدرتِه وقوَّتِه معه لونٌ، وكونُ زوجتِه معه لونٌ، وكونُ أميرِه ورئيسِه معه لونٌ، وكونُ مالِه معه لونٌ؛ فالمَعِيَّةُ ثابتةٌ في هذا كُلِّه مع تنوُّعها واختلافها؛ فيَصِحُّ أَنْ يقال: زوجتُه معه وبينهما شُقَّةٌ بعيدةٌ، وكذلك يقال: مع فلانٍ دارُ كذا وضَيْعتُه كذا؛ فتَأمَّلْ نصوصَ المَعِيَّةِ في القرآن كقوله تعالى: ﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِ‌ۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ[الفتح: ٢٩]، وقولِه: ﴿يُنَادُونَهُمۡ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡ[الحديد: ١٤]، وقولِه: ﴿لَّن تَخۡرُجُواْ مَعِيَ أَبَدٗا وَلَن تُقَٰتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا[التوبة: ٨٣]، وقولِه: ﴿وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ ١١٩[التوبة: ١١٩]، ﴿وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰ‌كِعِينَ ٤٣[البقرة]، ﴿فَلَمَّا جَاوَزَهُۥ هُوَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ[البقرة: ٢٤٩]، ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ‌ۖ نُورُهُمۡ يَسۡعَىٰ بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ[التحريم: ٨]، ﴿فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّـٰهِدِينَ[آل عمران: ٥٣؛ وغيرها]، ﴿فَلۡتَقُمۡ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُم مَّعَكَ[النساء: ١٠٢]، ﴿وَنَطۡمَعُ أَن يُدۡخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلصَّـٰلِحِينَ ٨٤[المائدة]، وأضعافِ ذلك، هل يقتضي موضعٌ واحدٌ منها مخالطةً في الذوات الْتِصاقًا وامتزاجًا، فكيف تكون حقيقةُ المَعِيَّةِ في حقِّ الربِّ تعالى ذلك حتَّى يُدَّعى أنها مجازٌ لا حقيقةٌ، فليس في ذلك ما يدلُّ على أنَّ ذاتَه تعالى فيهم ولا مُلاصِقةٌ لهم، ولا مُخالِطةٌ ولا مُجاوِرةٌ بوجهٍ مِنَ الوجوه، وغايةُ ما تدلُّ عليه (مع) المُصاحَبةُ والموافَقةُ والمقارَنةُ في أمرٍ مِنَ الأمور، وذا الاقترانُ في كُلِّ موضعٍ بحسبه يَلزَمُه لوازمُ بحسَبِ مُتعلّقه.

فإِنْ قِيلَ: اللهُ مع خَلْقه بطريق العموم كان مِنْ لوازمِ ذلك: عِلمُه بهم وتدبيرُه لهم وقدرتُه عليهم، وإذا كان ذلك خاصًّا كقوله: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ ١٢٨[النحل] كان مِنْ لوازمِ ذلك: مَعِيَّتُه لهم بالنصرة والتأييد والمعونة، فمَعِيَّةُ اللهِ تعالى مع عبده نوعان: عامَّةٌ وخاصَّةٌ، وقد اشتمل القرآنُ على النوعين، وليس ذلك بطريق الاشتراك اللفظيِّ، بل حقيقتُها ما تقدَّم مِنَ الصحبة اللَّائقة، وقد أَخبرَ اللهُ تعالى أنه مع خَلْقه مع كونه مستويًا على عرشه، وقَرَن بين الأمرين كما قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ‌ۖ يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَا‌ۖ وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ‌ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ٤[الحديد]، فأَخبرَ أنه خلَقَ السماواتِ والأرضَ، وأنه استوى على عرشِه، وأنه مع خَلْقه يُبصِرُ أعمالَهُم مِنْ فوقِ عرشه كما في حديثِ الأوعال: «وَاللهُ فَوْقَ عَرْشِهِ يَرَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ»؛ فعُلُوُّه لا يناقض مَعِيَّتَه، ومَعِيَّتُه لا تُبطِلُ عُلُوَّه، بل كِلَاهما حقٌّ؛ فمِنَ المَعِيَّةِ الخاصَّةِ قولُه: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ[البقرة: ١٥٣؛ وغيرها]، ﴿وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٦٩[العنكبوت]، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ ١٢٨[النحل]، ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ[البقرة: ١٩٤؛ وغيرها]، ﴿لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا[التوبة: ٤٠]؛ ومِنَ العامَّة: ﴿وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ[الحديد: ٤]، وقولُه: ﴿مَا يَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ[المجادلة: ٧] الآية»(٧).

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٢٧ مِنْ ربيعٍ الآخِر ١٤٤٤هـ
المُــوافـــق ﻟ: ٢١ نــــوفـمبر ٢٠٢٢م



(١) «العقيدة الواسطيَّة» لابن تيميَّة (٩٤).

(٢) انظر: «شرح العقيدة الواسطيَّة» لابن العثيمين (١/ ٤٠٤ ـ ٤٠٥).

(٣) أخرجه مسلمٌ في «الحجِّ» بابُ ما يقول إذا رَكِب إلى سفرِ الحجِّ وغيرِه (١٣٤٢) مِنْ حديثِ ابنِ عمر القُرَشيِّ العَدَويِّ رضي الله عنهما.

(٤) «العقيدة الواسطيَّة» لابن تيميَّة (٩٥).

(٥) «شرح العقيدة الواسطيَّة» لابن العثيمين (١/ ٤٠٣).

(٦) «القواعد المُثلى في صفات الله وأسمائه الحُسنى» لابن العثيمين (٦٣).

(٧) «الصواعق المُرسَلة» ـ باختصار الموصلي ـ (٤٧٨).